مصر تؤكد رفضها لأي تواجد عسكري أجنبي في البحر الأحمر
في تطور مهم على الساحة السياسية الإقليمية، أكدت مصر على موقفها الثابت بعدم قبول أي تواجد عسكري من دول غير متشاطئة في البحر الأحمر، وذلك خلال تصريحات أدلى بها وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، في مؤتمر صحفي جمعه بنظيريه الإريتري والصومالي في العاصمة القاهرة، يوم السبت 11 يناير 2025.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس من التاريخ السياسي للمنطقة، حيث تلعب المياه الإقليمية دورًا متزايد الأهمية في العلاقات الدولية.
رفض مصر للتواجد العسكري الأجنبي في البحر الأحمر
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، خلال المؤتمر الصحفي، أن أمن البحر الأحمر هو مسؤولية الدول المتشاطئة عليه فقط، وهي مصر، والسودان، وإريتريا، والصومال.
وأوضح عبدالعاطي أن بلاده ترفض بشكل قاطع أي تدخل عسكري من خارج هذه الدول في المنطقة. ويعكس هذا الموقف تمسك مصر بسيادتها على مناطقها البحرية وعدم قبولها بأي تهديدات أمنية أو تصرفات أحادية قد تؤثر على استقرار المنطقة.
دعم وحدة وسيادة الدول الإفريقية
أشار عبدالعاطي إلى أن الاجتماع الذي جمع وزراء الخارجية المصري والإريتري والصومالي شهد اتفاقًا قويًا بين الدول الثلاث على دعم وحدة السودان، فضلاً عن الالتزام بسيادة أراضيه.
كما تم التأكيد على دعم وحدة الأراضي الصومالية، مع استعداد مصر وإريتريا لتقديم الدعم الكامل في بسط سيطرة الصومال على كافة أراضيه.
دعم مصر لدول الجوار في محافل دولية
في خطوة أخرى تعكس حرص مصر على دعم جيرانها في المحافل الدولية، وجه عبدالعاطي شكره لكل من الصومال وإريتريا لدعمهما المرشح المصري لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.
هذه اللفتة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الإفريقية ودعم مصر لمواقفها في المنظمات الدولية.
موقف مصر من التصرفات الأحادية في الموارد المائية
تناول الوزير أيضًا قضية حيوية أخرى تتعلق بالموارد المائية المشتركة بين دول حوض النيل. حيث أكد رفض مصر لأي تصرفات أحادية تتعلق بهذه الموارد، مشددًا على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي في إدارة هذه الموارد.
كما أشار إلى أهمية التوافق بين الدول المعنية لضمان تحقيق المصالح المشتركة، وهو ما يعد أحد أولويات السياسة الخارجية المصرية في الفترة الأخيرة.
العلاقات المصرية مع جنوب السودان
في سياق متصل، استقبل وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان، جوزيف موم مجاك، بمناسبة انتهاء مهام السفير الجنوب سوداني في القاهرة.
وأكد عبدالعاطي أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بجنوب السودان فور استقلاله عام 2011، حيث قدمت دعمًا قويًا للسلام والتنمية في جنوب السودان، بما في ذلك في مجالات الري والموارد المائية والكهرباء.
تستمر مصر في اتباع سياسة خارجية نشطة وملتزمة بدعم استقرار وأمن المنطقة، مع التركيز على تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية المجاورة، مثل إريتريا والصومال، ورفض أي تدخلات عسكرية أو تصرفات أحادية قد تؤثر سلبًا على أمن البحر الأحمر.