منوعات

حرائق كاليفورنيا: خسائر فادحة وأزمة إمدادات المياه تعمّق الكارثة

منذ الثلاثاء الماضي، تشهد ولاية لوس أنجلوس الأمريكية حرائق غابات ضخمة أسفرت عن تدمير أكثر من 1500 مبنى.

مئات الآلاف من السكان اضطروا لمغادرة منازلهم، فيما يتواصل انتشار النيران بسرعة كبيرة. الأزمة زادت تعقيدًا بسبب نقص المياه، مما زاد من صعوبة جهود مكافحة الحريق.

تواجه فرق الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس تحديات إضافية تمثلت في نقص المياه من صنابير الإطفاء، مما عرقل جهودهم في إخماد الحريق.

في منطقة باسيفيك باليسيدز، اشتكى رجال الإطفاء من أن العديد من صنابير الإطفاء كانت غير قادرة على توفير الكميات اللازمة من المياه لمكافحة النيران. وقال أحد رجال الإطفاء: “الصنابير معطلة”. تزامنًا مع هذا، أشار آخر إلى أن إمدادات المياه تراجعت بشكل كبير.

وفقًا لتوقعات شركة AccuWeather المتخصصة في التنبؤات الجوية، من المتوقع أن تصل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذه الحرائق إلى ما بين 52 و57 مليار دولار.

وإذا استمرت الحرائق في الانتشار إلى المناطق المزدحمة بالسكان، فإن التقديرات قد ترتفع بشكل أكبر. في مقارنة سابقة، توقعت AccuWeather أن خسائر حرائق الغابات في جزيرة ماوي لعام 2023 تراوحت بين 13 و16 مليار دولار.

الأزمة في باليسيدز: نقص المياه وتأثيره

بحلول فجر الأربعاء، كانت خزانات المياه في منطقة باليسيدز قد نفدت تمامًا، ما أثر سلبًا على تدفق المياه من الصنابير في المناطق المرتفعة.

جانيس كينيونيس، رئيسة دائرة المياه والطاقة في لوس أنجلوس، أوضحت أن الطلب على المياه قد تضاعف إلى 4 أضعاف المعدل الطبيعي في ظل استمرار الحريق، ما أدى إلى انخفاض ضغط المياه.

الانتقادات للحكومة المحلية: سوء إدارة البنية التحتية

تعرضت دائرة المياه والطاقة في لوس أنجلوس للكثير من الانتقادات، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ريك كاروسو، أحد المطورين العقاريين في المنطقة، أشار إلى أن البنية التحتية القديمة في المدينة لم تكن قادرة على تلبية الاحتياجات الطارئة لمكافحة الحرائق.

وقال كاروسو: “الرجال موجودون لكن لا توجد مياه في الصنابير، وهذا أمر غير مقبول”. كما عبرت تريسي بارك، عضو مجلس المدينة، عن استيائها واعتبرت أن الإهمال المزمن في تطوير البنية التحتية كان السبب الرئيس وراء الأزمة.

الآثار الشخصية على السكان: معاناة كبيرة

الحرائق لم تقتصر على الأضرار المادية فقط، بل طالت أيضًا أرواح العديد من السكان. ريك كاروسو نفسه اضطر لمغادرة منزله في برينتوود، كما أن منزل ابنته دُمّر في الحريق، بينما ينتظر مصير منزل ابنه. كما تضرر مركزه التجاري باسيفيك باليسيدز فيليدج، الذي كان قد افتتحه عام 2018.

استمرار الجهود والإجراءات: تحديات في محاربة النيران

في ظل استمرار الحرائق، اضطرت دائرة المياه والطاقة إلى إرسال 20 ناقلة مياه لدعم جهود الإطفاء.

ومع ذلك، كانت عملية إعادة تعبئة الناقلات بطيئة لأن هذه الناقلات كانت تجلب المياه من مواقع بعيدة، مما أضاف عبئًا إضافيًا على فرق الإطفاء.

تظل الحرائق في كاليفورنيا أكبر تحدٍ تواجهه الولاية في الوقت الراهن، إن تضافر جهود المسؤولين، بالإضافة إلى تحديث البنية التحتية ورفع مستوى استعداد فرق الإطفاء، بات أمرًا حيويًا للحد من الآثار السلبية لهذه الكارثة، والتي لم تعد مقتصرة على الحرائق فقط، بل تشمل أيضًا نقص الموارد الأساسية مثل المياه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى