إيلون ماسك يثير جدلاً واسعاً في أوروبا بتدخلاته السياسية
في الأشهر الأخيرة، أصبح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك محط جدل في أوروبا بسبب مواقفه السياسية المثيرة للجدل عبر منصة “إكس”، التي يمتلكها منذ شرائه لـ “تويتر” في 2022.
وأدى ذلك إلى توجيه انتقادات شديدة من قبل العديد من القادة الأوروبيين الذين عبروا عن قلقهم من تأثيره المتزايد على الشؤون الداخلية لدولهم.
التدخلات السياسية المثيرة للجدل
منذ عدة أسابيع، أصبح ماسك نقطة تركيز للانتقادات في أوروبا بعد تدخله المتكرر في الشؤون السياسية داخل بعض الدول.
في 6 يناير 2025، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه، مشيراً إلى أن ماسك يدعم “أممية رجعية جديدة” ويتدخل بشكل غير مناسب في الانتخابات الأوروبية.
وقد ذكر ماكرون: “من كان يتصور قبل عشر سنوات أن مالك أكبر شبكة اجتماعية في العالم سيدعم مثل هذه الأيديولوجيات ويؤثر في انتخابات الدول؟”
الانتقادات من القادة الأوروبيين
بينما كان العديد من القادة الأوروبيين يطمحون للاستفادة من استثمارات ماسك في شركات مثل “تسلا” و”سبايس إكس”، بدأوا الآن في التعبير عن تزايد قلقهم من تأثيره المتزايد.
رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور أبدى قلقه من قدرة ماسك على التأثير في السياسة الأوروبية بموارد ضخمة وبدون رقابة كافية. كما أشار إلى أن هذا النوع من التدخل يتعارض مع العلاقات بين الدول الديمقراطية الحليفة.
الهجوم على السياسة البريطانية
في المملكة المتحدة، كان إيلون ماسك من أبرز النقاد لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. فقد انتقد تعامل الحكومة البريطانية مع قضايا مثل استغلال القاصرات، كما قام بتوجيه هجوم لاذع ضد ستارمر، متهماً إياه بتجاهل التحقيقات في فضائح الاستغلال الجنسي في شمال إنجلترا.
وذهب ماسك إلى دعم ناشطين يمينيين متطرفين مثل تومي روبنسون، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية.
دعم اليمين المتطرف في ألمانيا
في ألمانيا، أثار ماسك المزيد من الجدل بعد دعمه العلني لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، الحزب اليميني المتطرف. في ديسمبر 2024، نشر ماسك على “إكس” دعمًا صريحًا لهذا الحزب، مؤكدًا أن “البديل من أجل ألمانيا” هو الأمل الوحيد للبلاد.
كما وجه انتقادات لاذعة للمستشار أولاف شولتس، واتهمه بعدم الكفاءة. كما صرح ماسك بأن ألمانيا بحاجة إلى سياسات هجرة مشددة، وهو ما يعكس مواقفه اليمينية المتطرفة.
ردود فعل القادة الأوروبيين
على الرغم من أن ماسك كان يحظى في السابق بتقدير من قبل العديد من القادة الأوروبيين بسبب استثماراته، فإن مواقفه الحالية أضعفت من الدعم الذي كان يتمتع به.
في ألمانيا، وصف شولتس تصريحات ماسك بـ “الخاطئة” ورفض ما جاء فيها. كما عبر القادة الآخرون عن استيائهم من تدخله في السياسة الداخلية لدولهم.
في المقابل، استمرت جيورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، في الدفاع عن ماسك، معتبرة أن القادة الأوروبيين الذين كانوا يدعمونه في السابق بسبب نجاحاته التجارية أصبحوا الآن ينتقدونه فقط لأنه اختار جانبًا سياسيًا مختلفًا.
التحديات القانونية القادمة
الهيئة الأوروبية للخدمات الرقمية، وهي الجهة الرقابية الأوروبية، قد فتحت تحقيقًا في ديسمبر 2023 بشأن تصرفات منصة “إكس”، مشيرة إلى أن ماسك قد يكون قد فشل في الالتزام بالقوانين الخاصة بمكافحة المعلومات المضللة.
في الوقت نفسه، يواصل ماسك تحدياته السياسية في أوروبا، بما في ذلك الاستمرار في دعم حزب “البديل من أجل ألمانيا” والظهور مع قيادات اليمين المتطرف في المحافل السياسية الأوروبية.
تتزايد المخاوف في أوروبا من تأثير إيلون ماسك المتنامي على السياسة الأوروبية، رغم أن ماسك كان يحظى بالترحيب من قبل بعض القادة في الماضي، إلا أن مواقفه الحالية تجلب معه موجة من الانتقادات. ومع استمرار تدخله في الشؤون السياسية، يظل تأثيره على القارة موضع اهتمام ومتابعة دائمة.