منوعات

الغراب الهندي يهدد البيئة في كينيا

جُلب الغراب الهندي، المعروف محلياً بـ”كونجورو”، إلى كينيا في أواخر القرن التاسع عشر من قبل السلطات البريطانية، بهدف المساعدة في محاربة النفايات في أرخبيل زنجبار.

منذ ذلك الحين، انتشر هذا الطائر الغازي في جميع أنحاء كينيا، مستفيداً من النمو السكاني وأكوام القمامة التي توفر له بيئة مثالية للتكاثر، حتى تجاوزت أعداده 700 ألف غراب.

 أضرار بيئية وزراعية واسعة

تُعد الغربان الهندية من أكثر الطيور المدمرة في كينيا، إذ تتغذى على اللحوم والطيور الصغيرة، مما يهدد التنوع البيولوجي المحلي.

كما أنها تهاجم فراخ الدواجن والبيض، ملحقة خسائر كبيرة بالمزارعين. يُحذر خبراء البيئة من تأثير هذه الطيور على الأنواع المحلية، حيث أدى انخفاض أعداد الطيور الصغيرة إلى زيادة انتشار الآفات والحشرات الضارة التي كانت تتغذى عليها هذه الطيور.

تأثيرات اقتصادية وسياحية

لم تقتصر أضرار الغربان الهندية على البيئة والزراعة، بل امتدت لتشمل القطاع السياحي، حيث تسببت في إزعاج السياح بأصواتها المستمرة وأسرابها الكبيرة التي تخيف الزوار في المنتجعات.

كما تشوه الغربان جدران المنازل والشرفات، مما يزيد من غضب السكان المحليين، الذين يطلقون عليها اسم “الغربان المنزلية” نظراً لارتباطها بالمناطق السكنية.

إلى جانب الإزعاج، تُعد الغربان الهندية ناقلة للأمراض مثل فيروس غرب النيل ومرض نيوكاسل، مما يشكل تهديداً صحياً للسكان. تزايد أعدادها جعل السيطرة عليها ضرورة ملحة لحماية الصحة العامة والبيئة.

وضعت الحكومة الكينية خططاً عديدة للتخلص من الغربان الهندية، وصنفتها كآفة بموجب قانون الحياة البرية. بدأت السلطات حملات تسميم باستخدام مادة “ستارليسيد”، وهي مادة فعّالة لا تؤثر على الطيور أو الحيوانات الأخرى.

استهدفت هذه الحملات مواقع تعشيش الغربان ومناطق تجمعها، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب محدودية الموارد والتمويل.

 الحاجة إلى نهج إقليمي شامل

يؤكد الخبراء أن التعاون الإقليمي ضروري للسيطرة على الغربان الهندية، نظراً لقدرتها على التنقل السريع بين المناطق. ويرون أن الحلول التقليدية قد لا تكون كافية، لأن هذه الطيور تتمتع بذكاء يمكّنها من تجنب المناطق التي تعرضت فيها الغربان الأخرى للتسميم.

رغم التقدم الذي أُحرز في تقليل أعداد الغربان الهندية، إلا أن التحديات لا تزال قائمة.

في غياب دعم أكبر وتعاون إقليمي، سيستمر هذا الطائر الغازي في تهديد النظم البيئية وسبل العيش والاقتصاد في كينيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى