في خطوة دبلوماسية بارزة، وصل وزير الخارجية السوري في الإدارة الجديدة، أسعد حسن الشيباني، إلى الدوحة في 5 يناير 2025، في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في ظل الوضع السياسي الراهن في سوريا.
هذه الزيارة هي الثانية للشيباني في أقل من شهر، بعد أن أطاحت جماعات المعارضة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
وسيلتقي الشيباني كبار المسؤولين القطريين، منهم وزير الدولة بوزارة الخارجية، محمد الخليفي، بالإضافة إلى وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة، أنس خطاب.
الزيارة والهدف السياسي
الزيارة تأتي في وقت حساس حيث تحاول الإدارة السورية الجديدة تعزيز دعمها الدولي، وذلك من خلال سلسلة من اللقاءات مع دول عربية أخرى.
الشيباني كان قد زار السعودية قبل أيام من وصوله إلى قطر، حيث ناقش مع المسؤولين السعوديين سبل دعم الانتقال السياسي في سوريا.
وفي الأسبوع ذاته، من المتوقع أن تشمل جولته كل من الإمارات والأردن. يهدف الشيباني من خلال هذه الزيارات إلى دعم الاستقرار الأمني والاقتصادي في سوريا، وتعزيز التعاون مع الدول العربية التي تظهر تأييداً حذراً للإدارة الجديدة.
مواقف قطر من الأزمة السورية
قطر كانت قد أظهرت اهتماماً بإعادة بناء العلاقات مع دمشق بعد سنوات من قطع الروابط الدبلوماسية بين البلدين في أعقاب اندلاع الحرب السورية.
في ديسمبر 2024، كان وفد قطري قد التقى مع أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة في دمشق، في خطوة تشير إلى رغبة قطر في دور أكبر في محيطها العربي بعد سنوات من التوترات السياسية في المنطقة.
تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية
إلى جانب اللقاءات السياسية، تهدف هذه الزيارة إلى تبادل الخبرات والبحث عن فرص اقتصادية جديدة لدعم الاقتصاد السوري المتأثر بالأزمة.
مع مرور الوقت، يتوقع أن تساهم هذه الزيارات في إعادة بناء الشراكات الاقتصادية بين قطر وسوريا، والتي قد تشمل الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، كما تسعى قطر لدعم الاستقرار الإقليمي عبر تقوية العلاقات مع الدول المجاورة.
مستقبلاً، من المتوقع أن تلعب قطر دورًا محوريًا في استقرار سوريا بعد سنوات من الصراع الطويل. كما يُحتمل أن يكون للزيارات المقبلة تأثيرات كبيرة على سياسة قطر الخارجية تجاه دول المنطقة، خاصة في إطار تعزيز علاقاتها مع الدول العربية في ضوء التطورات السياسية في سوريا.
