منوعات

من موسكو إلى القاهرة: رحلة “رنا سيد” مع الترجمات الروسية

تتميز المترجمة “رنا سيد” بقدرتها على الإبداع في إيجاد المعادل العربي للكلمات والعبارات الروسية. فهي نجحت في تجسيد كل ما هو عاطفي وفكري في النص الروسي بأسلوب سردي سهل ومؤثر باللغة العربية، مع الحفاظ على دقة المعنى وعمق الفكرة الأصلية.

تمتلك المترجمة “رنا سيد” قدرة استثنائية على فهم واستخدام اللغتين بمهارة. فهي لا تقتصر على الترجمة الحرفية للكلمات، بل تعي تمامًا الفروق الثقافية بين اللغة الروسية والعربية، مما يتيح لها نقل المعاني الدقيقة والنبرة الأصلية للنصوص. وتُبدع في تحويل الأدب الروسي العميق والمعقد إلى لغة قريبة من القلوب العربية.

تطلّبت ترجمات “رنا سيد” الكثير من التفاني والعمل الدؤوب. من دراسة النمط الأدبي الروسي إلى فهم الطبائع والخصائص الثقافية لروسيا، حيث عملت على توظيف مهاراتها اللغوية والفكرية لنقل كل تفاصيل الروايات بدقة عالية. ولم تكن مجرد مترجم، بل كانت أيضًا مستكشفًا لأعماق الأدب الروسي.

أصدرت المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم كتاب “عجائب العالم.. روسيا” تأليف يلينا شيرونينا.

يتحدث الكتاب عن منشآت أثرية فريدة من نوعها وتستحق النظر إليها عن جدارة، ويمكننا العثور على العديد من الأماكن الجذابة فى جميع أنحاء العالم مثل روسيا، حيث امتلكت روسيا على مر العصور تاريخًا ذى قيمة، وتعد أكبر دولة فى العالم من حيث المساحة ويقطنها العديد من الشعوب المختلفة المحافظة على الثقافة العريقة والعادات الرائعة بها.

وسوف نتعرف فى هذا الكتاب على عالم مذهل متعدد الجوانب من المدن والقرى الروسية الصغيرة والعواصم والبلدات الصغيرة وأيضا الغابات الكثيفة والجبال العالية أقصى الشمال والشرق الأقصى.

وتأتي رواية “عودة السوفيتي” للمترجمة “رنا سيد” لتسلّط الضوء على ما يلي: 

يتبادل طفلان زمانهما ليجد كل منهما نفسه في زمن آخر يختلف فيه كل شيء عما يعرفه ويألفه. ليجدا أنفسهما أمام أفكار جديدة لم تخطر لهما من قبل، وأسئلة عن الزمن، حاضره وماضيه، تبحث عن إجابة.

أين الأفضل، ولماذا هو الأفضل؟ متى يكون اللعب أكثر متعة، على الكمبيوتر أم في الفناء؟ ما الأكثر متعة؟ الدردشة بحرية مع الجميع طوال الوقت وفي كل مكان، أم القدرة على التحدث والنظر في عيون بعضنا بعضًا؟ هل صحيح أن الوقت في الماضي دائمًا جميل، أم أنه دائمًا جميل والأمر يتوقف عليك فقط؟تدور أحداث الرواية في فترتين متوازيتين،

الأولى في عالمنا الحاضر حيث تعيش “سينيتشكا”، والثانية في الثمانينيات حيث يعيش “فيتيا” عندما كان الاتحاد السوفيتي لا يزال في قوته. فجأة يتغير كل شيء، ويعيش الفتى الذي تعود على حياة أساسها الاعتماد على النفس ومحاولة السعي لتحقيق النجاح مع الالتزام بقواعد الشيوعية الصارمة، في مقابل الفتاة التي تعودت على الرفاهية والراحة والحصول على كل ما تريد عندما تطلبه، لتجد نفسها فجأة وقد حُرمت من كل ذلك ودون سبب منطقي.

أمّا في روايتها “في انتظار الطوفان” المرشحة لجائزة البوكر الروسية 2015، تناولت فترة حكم ستالين، وسلّطت الضوء على ما يلي:

تبدأ الرواية بمكالمة تليفونية بين أحد المسؤولين الروس يتحدثان في إمكانية استكمال محطة الطاقة الكهرومائية التي بدأ إنشاؤها وتوقفت في التسعينيات في بعض قرى سيبيريا.

وعندما تقرر استكمالها، يصطدم أهالي القرى بقرار ترحيلهم بالإجبار من موطنهم الذي نشؤوا وعاشوا فيه ليبدؤوا حياة جديدة تمامًا في المدينة.

كان من بين الأهالي النازحين فلاحون بسطاء كانوا قد لمسوا في قرى سيبيريا موطنًا صغيرًا يحتضنهم في فترة حكم ستالين. ومن هنا نرى مدى معاناتهم مع ترك موطنهم وحياتهم المستقرة في القرى، تاركين بيوتهم وذكرياتهم مع الأجداد، ونمط الحياة المختلف تمامًا في المدينة الذي لا يستطيعون التكيف معه.

من هنا يبدأ صراعهم مع المسؤولين بكل الطرق في محاولة لاسترداد حقهم في أرضهم فهل ينتصرون أم يستسلمون للطوفان؟

في النهاية، نجحت المترجمة “رنا سيد” في جعل الأدب الروسي جزءًا من الذاكرة الثقافية للقارئ العربي، وأثرى خياله بالعديد من الأفكار والشخصيات التي كانت بعيدة المنال. واستطاعت أن تُقدم له رؤى جديدة وأفكارًا غير مألوفة، مما جعلت كتبها أحد المصادر الهامة لفهم الأدب الروسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى