أخبار دولية

الصين تتأهب لمواجهة اقتصادية مع إدارة ترامب

مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على السلع الصينية، سارعت بكين إلى اتخاذ إجراءات مضادة للحفاظ على مصالحها الاقتصادية.

تهدف هذه التحركات إلى الضغط على واشنطن قبل أن تتمكن إدارة ترامب من تصعيد النزاع التجاري. وفقًا لمحللين، الصين استوعبت دروس الحرب التجارية السابقة وتسعى لاستخدام أوراق ضغط جديدة لبدء مفاوضات حول ملفات شائكة تشمل التجارة، والاستثمار، والتكنولوجيا.

 هيمنة الصين على الليثيوم وكبح صادرات التكنولوجيا

رداً على تهديدات ترامب، أعلنت الصين الخميس الماضي إضافة عشرات الشركات الأميركية إلى قائمتها للرقابة على الصادرات، وحظرت بيع العناصر ذات الاستخدام المزدوج لهذه الشركات.

كما فرضت عقوبات على عشر شركات دفاع أميركية لدورها في مبيعات عسكرية لتايوان، في خطوة تهدف إلى إرسال رسالة واضحة للإدارة الأميركية.

يرى الخبراء أن الصين تسعى لبدء محادثات جدية قبل فرض أي تعريفات جديدة. وقال جيسي شريجر، أستاذ الاقتصاد الكلي في كلية كولومبيا، إن هذا التصعيد يمثل تحذيرًا للإدارة الأميركية، مضيفًا أن الصين أصبحت أكثر استعدادًا للتعامل مع هذه الضغوط بفضل سيطرتها على قطاعات مثل السيارات الكهربائية والطاقة الخضراء.

السعي لاتفاقيات جديدة قبل التصعيد

تستهدف الصين تجديد اتفاقية العلوم والتكنولوجيا التي انتهت في أغسطس الماضي، كما تسعى لتأمين إمداداتها من الرقائق الأميركية عالية التقنية. رغم استثماراتها الكبيرة في تصنيع الرقائق، إلا أن تحقيق الاكتفاء الذاتي لا يزال بعيد المنال.

مع اعتمادها على المستهلكين الأميركيين واستيراد المواد الاستراتيجية، تسعى الصين إلى الحفاظ على توازن اقتصادي يمنع اندلاع حرب تجارية شاملة.

وقد أشارت أليسيا غارسيا-هيريرو، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى أن المفاوضات بشأن هذه القضايا ستكون أساسية قبل تولي ترامب منصبه.

 الصين تراهن على تفاوض جديد

تحاول بكين تقديم حوافز اقتصادية جديدة مثل زيادة مشترياتها من النفط والغاز الأميركيين، مع اعتمادها على استيراد المواد الخام والطاقة.

وأشارت تقارير إلى أن إدارة ترامب ستكون مستعدة للتفاوض، خاصةً مع تباهي الرئيس المنتخب بسياسة “احفر، احفر، احفر” التي تحتاج إلى دعم خارجي.

دور إيلون ماسك كوسيط محتمل

فيما تصاعدت التكهنات حول تأثير إيلون ماسك، المقرب من ترامب، على العلاقات التجارية بين البلدين. تمتلك إمبراطورية ماسك التجارية مصالح كبيرة في الصين، خاصةً في مجال السيارات الكهربائية والبطاريات، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في أي مفاوضات محتملة.

العلاقات مع روسيا وتأثيرها على الموقف الأميركي

وفي سياق متصل، أشارت الصين إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا، التي أعلنت أنها ستظل شريكًا استراتيجيًا لبكين. ويبدو أن التنسيق الصيني الروسي سيعزز موقف الصين التفاوضي، ما قد يشكل تحديًا إضافيًا لإدارة ترامب.

بالنظر إلى اختلاف الرؤى داخل فريق ترامب الاقتصادي، يتوقع الخبراء أن تكون العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مليئة بالتوتر والمساومات.

ومع وجود لاعبين مثل ماسك، قد تحمل المرحلة المقبلة مفاجآت بشأن كيفية تعامل البلدين مع القضايا التجارية والتكنولوجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى