السحر يدخل السباق الانتخابي في أوغندا: مرشحون يلجأون إلى “المعالجين التقليديين” لضمان الفوز

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في أوغندا، تسود أجواء غير معتادة في المشهد السياسي، حيث لجأ عدد من المرشحين إلى المعالجين التقليديين – أو ما يُعرف شعبيًا بالسحرة – في محاولة لضمان الفوز عبر طقوس تُوصف بأنها “خارقة” تهدف لجلب الحظ وطرد سوء الطالع.
وفي بلد تتداخل فيه الموروثات الروحية مع الحياة العامة، لم يعد من الغريب أن تُستخدم هذه الممارسات في الحملات السياسية، بل أصبحت – بالنسبة لبعض المرشحين – أداة انتخابية موازية للبرامج والشعارات.
وقال با ممادو، الباحث في الشؤون الأفريقية، إن “السحر يُمارس على نطاق واسع في أوغندا، وهو ليس مجرد ظاهرة هامشية، بل أصبح جزءًا من ديناميكيات السلطة والصراع السياسي، خاصة في موسم الانتخابات”.
وأوضح أن عدداً من المرشحين يلجأون إلى هؤلاء المعالجين منذ المراحل المبكرة من حملاتهم، مشيرًا إلى أن البعض يعتبر هذه المساعدة “الضمانة الروحية الوحيدة للفوز”، خصوصًا في ظل القيود المفروضة على الحملات والتضييق على المعارضين.
ويُعرف المعالجون التقليديون في أوغندا بدورهم المؤثر في الحياة الاجتماعية، حيث تُعرض خدماتهم علنًا في الصحف ولوحات الإعلانات، وتشمل قدراتهم المزعومة “إعادة العشاق، القبض على اللصوص، وجلب الحظ”، واليوم… “ضمان نتائج الانتخابات”.
وبينما يواصل الرئيس يويري موسيفيني، البالغ من العمر 80 عامًا، السيطرة على السلطة منذ نحو أربعة عقود، يزداد التنافس السياسي حدّة، وسط مخاوف من تدهور صحته وتزايد التكهنات بشأن خلافته. وتُجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل تحديات أمنية واقتصادية وسياسية كبيرة، ما يدفع البعض إلى البحث عن “وسائل بديلة” للفوز.
ويقول الباحث السياسي عيسى نداو إن “اللجوء إلى المعالجين التقليديين ليس ظاهرة جديدة، لكنه بات أكثر علنية مع تزايد الضغوط على المعارضة، حيث لم يعد بعض المرشحين يكتفون بالبرامج بل يسعون أيضًا إلى التفوق الروحي”.
وتتنوع الطقوس التي يلجأ إليها السياسيون بين تقديم القرابين، واتباع وصفات عشبية، وزيارة المعالجين قبل إلقاء الخطابات، وحتى الاستعانة بهم علنًا في المهرجانات الجماهيرية.
ورغم الانتقادات الواسعة لهذه الظاهرة، لا تزال تحظى بقبول شعبي في بعض الأوساط، حيث يُنظر إلى “الحرب الروحية” كجزء من أدوات التنافس، لا سيما في المناطق الريفية التي تشهد ضعفًا في الوعي السياسي وضعف الثقة في المؤسسات.
وفي الوقت الذي تستعد فيه أوغندا لاختبار ديمقراطي جديد، يبدو أن المعركة لا تُخاض فقط عبر صناديق الاقتراع والمناظرات، بل أيضًا عبر مواسم من الطقوس والمعتقدات القديمة التي تتجدد مع كل انتخابات.