تقارير

محطات في حياة «عرّاب السلام» جيمي كارتر

يُعتبر جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثين، شخصية فريدة من نوعها في السياسة الأمريكية والدولية.

رغم أنه ابتعد عن السياسة بعد انتهاء ولايته في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنه استمر في تقديم إسهامات كبيرة في مجال حقوق الإنسان وحل النزاعات حول العالم.

فترة الرئاسة: تحديات وأزمات

تولى جيمي كارتر منصب الرئيس من عام 1977 حتى 1981، خلال فترة رئاسته، واجه عدة أزمات هامة على الصعيدين الداخلي والخارجي.

واحدة من أبرز المحطات كانت أزمة الطاقة التي واجهتها الولايات المتحدة في عام 1979، بالإضافة إلى الثورات في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الثورة الإسلامية في إيران التي أسفرت عن احتجاز 52 أمريكياً في السفارة الأمريكية في طهران لمدة 444 يومًا.

كما شهدت فترة رئاسته أيضًا توقيع معاهدة “توريخوس كارتر”، التي تم بموجبها إعادة ملكية قناة بنما إلى بنما، فضلاً عن معاهدة “سالت” مع الاتحاد السوفيتي التي هدفت إلى تقليص الأسلحة النووية.

 دور كارتر في معاهدة كامب ديفيد

من أبرز إنجازات كارتر كان دوره الفاعل في اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، التي أسفرت عن توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في مارس 1979. وبذلك أصبح كارتر عرّابًا لهذه الاتفاقية التاريخية التي أنهت حالة الحرب بين البلدين، كما تم بموجبها استعادة مصر شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.

 أزمات وحروب أخرى: الجهود الدولية

لم يقتصر دور كارتر على حل النزاع بين مصر وإسرائيل فقط، بل قام بوساطات دولية عديدة في مناطق مثل هايتي، بنما، كوبا، كوريا الشمالية، وإثيوبيا. استمر كارتر في جهوده حتى بعد انتهاء فترة رئاسته، وخاصة في الملف الفلسطيني، حيث حاول فتح حوار مع حماس وأدان الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

معركة جائزة نوبل للسلام

على الرغم من الخسارة التي تكبدها في الانتخابات الرئاسية عام 1980 أمام رونالد ريغان، فإن كارتر لم يتوقف عن العمل من أجل السلام العالمي. في عام 2002، حصل على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده المستمرة في تعزيز السلام وحل النزاعات.

 النشاطات بعد الرئاسة: مركز كارتر

أسس كارتر في عام 1982 مركزًا مخصصًا للدفاع عن حقوق الإنسان، ومراقبة الانتخابات، وحماية البيئة. أصبح هذا المركز علامة فارقة في مسيرته، حيث واصل من خلاله تحقيق أهدافه الإنسانية. كما عمل بشكل كبير على تقديم المساعدات التنموية في الدول النامية.

 العلاقات مع كوبا

في فترة رئاسته، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا بعض الانفراج، حيث أُزيلت بعض القيود على السفر. وقد حافظ كارتر على هذه الروح من التعاون حتى بعد تركه منصبه، حيث كان أول رئيس أمريكي سابق يزور كوبا منذ عقود في عام 2002.

تحديات صحية وكتب كثيرة

في السنوات الأخيرة من حياته، عانى كارتر من العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك إصابته بالسرطان في عام 2015. ورغم هذه التحديات، واصل كارتر عمله الأدبي حيث ألف 32 كتابًا تناولت مختلف جوانب حياته السياسية والإنسانية.

إرث كارتر

يبقى إرث جيمي كارتر كأحد أعظم القادة الذين ناضلوا من أجل السلام وحقوق الإنسان على مستوى العالم، مما جعله يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في التاريخ السياسي الأمريكي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى