عراقجي: نرفض تقسيم سوريا وندعو لتشكيل حكومة شاملة
في إطار التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى تشكيل حكومة شاملة تضم جميع الأطراف السورية.
جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العماني، بدر البوسعيدي، حيث شدد عراقجي على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأكد رفض بلاده تقسيم البلاد أو التدخل في شؤونها الداخلية.
كما حث الحكومة المؤقتة السورية على احترام جميع القوميات والمذاهب في سوريا، وضمان حقوقهم، داعيًا إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية.
التوترات بين دمشق وطهران وتوضيحات الشرع
في الأيام الماضية، ظهرت توترات كلامية بين دمشق وطهران، حيث اعتبر المسؤولون الإيرانيون، ومن بينهم المرشد علي خامنئي، أن “المقاومة” ستعود مجددًا إلى سوريا، ما رآه المسؤولون السوريون تدخلاً سافرًا في شؤونهم الداخلية ويهدف إلى إشعال الفتن. وفي هذا السياق، أكد أحمد الشرع، رئيس الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، في مقابلة مع قناة العربية/الحدث، أن سوريا الجديدة لا تسعى إلى أي توترات مع الدول الإقليمية أو الغربية، بل تسعى إلى إقامة علاقات ودية مع الجميع، بما في ذلك إيران، “رغم الجراح” كما عبر عن ذلك.
دور إيران في دعم نظام الأسد
تعد إيران واحدة من أبرز حلفاء نظام الأسد خلال سنوات الحرب الأهلية السورية، حيث دعمت النظام السوري بشكل كبير، وأرسلت العديد من المقاتلين لمساندة القوات السورية، بالإضافة إلى دعمها العسكري لحزب الله في لبنان.
ومع سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر 2024، تواجه طهران خسارة حليف استراتيجي مهم، ما يترتب عليه فقدان ممر بري حيوي كانت تستخدمه لتهريب السلاح إلى حزب الله، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
دعوات لمرحلة انتقالية هادئة
من جهة أخرى، يعمل أحمد الشرع، الذي يرأس الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، على رسم ملامح المرحلة الانتقالية في البلاد، والتي تهدف إلى تجاوز آثار الحرب الأهلية وإعادة بناء سوريا على أسس جديدة.
وتستمر سوريا الجديدة في التأكيد على أنها تسعى لتشكيل حكومة تمثل جميع الأطراف السورية، مع ضمان احترام حقوق كافة المكونات السورية، في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد في هذه المرحلة الدقيقة.