في خطوة مثيرة في عالم الطب، كشف طبيب بريطاني عن علاج جديد محتمل للسرطان يمكنه السيطرة على الأورام في المراحل المتقدمة، خاصة في المرحلة الرابعة.
هذا العلاج الذي يثير الاهتمام يستخدم عقارًا مضادًا للطفيليات يُستخدم عادة في الحيوانات، ولكنه قد يفتح أبوابًا جديدة في مكافحة السرطان لدى البشر.
فينبندازول: دواء شائع لعلاج الطفيليات
الدواء المُكتشف، فينبندازول، يُستخدم عادة في معالجة الطفيليات لدى الحيوانات مثل الكلاب والقطط، ويعالج الأمراض الناتجة عن الديدان المعوية. ومع ذلك، أظهرت بعض الدراسات الحديثة أنه قد يكون فعالًا أيضًا في محاربة السرطان لدى البشر.
دراسات ونتائج مبشرة
في عام 2021، أظهرت دراسة لحالات بشرية أن ثلاث مرضى مصابين بسرطان متقدم شهدوا انكماشًا في أورامهم بعد تناول هذا الدواء.
كما تم نشر مراجعة علمية في 2020 أشارت إلى أن فينبندازول يمكن أن يبطئ نمو سرطان الرئة في الفئران. هذا، بالإضافة إلى دراسة أخرى هذا العام التي أظهرت أن الأورام تقلصت بشكل ملحوظ في ست حالات بشرية.
رأي الأطباء والخبراء
رغم هذه النتائج المشجعة، يحذر الأطباء من استخدام هذا الدواء دون إشراف طبي دقيق. حيث يوضح الدكتور جيسون ويليامز أن هذا الدواء قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، ولكن يجب توخي الحذر في استخدامه، إذ أنه قد يعزز نمو السرطان إذا لم يتم تطبيقه بشكل مناسب. ويجب أن يكون استخدامه موجهًا حسب حالة المريض.
التحديات أمام اعتماد العلاج
في حين أن هناك دلائل قوية على فعالية فينبندازول، إلا أن المنظمات الطبية تحذر من استخدامه كعلاج رئيسي للسرطان، مشيرة إلى أنه لم يتم اختباره بشكل كامل في تجارب سريرية واسعة النطاق، وهو ما يعد المعيار الذهبي لتحديد سلامة وفعالية الأدوية.
الخبراء يدعون الهيئات التنظيمية للأدوية إلى النظر في استخدام فينبندازول لعلاج السرطان باعتباره خطوة هامة، خاصة مع تزايد عدد المرضى الذين يعانون من السرطان المتقدم. وتستمر الأبحاث لتحديد ما إذا كان هذا العلاج سيكون آمنًا وفعالًا على نطاق واسع.
يبقى هذا العلاج الجديد وعدًا مبدئيًا لعلاج السرطان، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الأبحاث والتجارب السريرية.
ومع ذلك، قد يشكل بداية لثورة في علاج الأورام السرطانية ويعطي أملًا جديدًا للمرضى في المراحل المتقدمة من السرطان.
