تقارير

إيران ترفع الحظر عن واتساب وجوجل بلاي

في خطوة تُعدّ تحولاً كبيراً في سياسات الإنترنت في إيران، أعلنت الحكومة الإيرانية عن رفع الحظر عن منصتي واتساب وجوجل بلاي.

القرار جاء عقب تصويت بالإجماع في المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، وهو ما يعكس توجهًا جديدًا يهدف إلى تخفيف القيود الرقمية وسط أزمات داخلية وخارجية متفاقمة. هذه الخطوة أثارت تفاعلًا واسعًا بين المراقبين والمستخدمين داخل إيران وخارجها.

 خلفية تاريخية للحظر الإلكتروني في إيران

فرضت السلطات الإيرانية حظرًا واسع النطاق على منصات التواصل الاجتماعي منذ احتجاجات عام 2009 التي اندلعت ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.

كان الهدف المعلن من هذه القيود الحد من استخدام هذه المنصات في تنظيم الاحتجاجات والتحريض ضد النظام. شملت هذه القيود فيسبوك، يوتيوب، تويتر (إكس حاليًا)، بالإضافة إلى واتساب وجوجل بلاي، مما جعل الوصول إلى العديد من الخدمات العالمية مقيدًا بشدة.

دوافع القرار الجديد

بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، فإن القرار جاء استجابة للضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة التي تواجهها البلاد.

الرئيس الإصلاحي مسعود بيزشكيان، الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية في يوليو الماضي بتوسيع حريات الإنترنت، كان أحد الداعمين الأساسيين لهذا التوجه الجديد.

يُنظر إلى هذه الخطوة كوسيلة لتخفيف التوترات الاجتماعية الداخلية وتعزيز العلاقات مع العالم الخارجي في ظل التحديات الاقتصادية والأزمات الطاقوية التي تضرب إيران.

خطوات التنفيذ التدريجية

رغم أهمية القرار، لم تحدد الحكومة الإيرانية موعدًا رسميًا لبدء تطبيقه. ومع ذلك، أوضحت التقارير أن عملية تخفيف القيود ستكون تدريجية، ولن تقتصر على واتساب وجوجل بلاي، بل قد تشمل منصات أخرى في المستقبل. يهدف هذا النهج التدريجي إلى ضمان السيطرة على أي تداعيات محتملة قد تنجم عن الانفتاح المفاجئ.

 القيود الإلكترونية في دول أخرى: مقارنة

إيران ليست الدولة الوحيدة التي تفرض قيودًا على الإنترنت. دول مثل الصين وكوريا الشمالية تتبع سياسات صارمة تحد من الوصول إلى التطبيقات والمنصات العالمية، حيث تطبق هذه الحكومات أنظمة رقابة مشددة لأسباب أمنية وسياسية. لكن إيران، بقرارها الأخير، تبدو مستعدة للابتعاد عن هذا النهج، ولو بشكل جزئي.

تحديات وفرص أمام المستخدمين الإيرانيين

يمثل رفع الحظر عن واتساب وجوجل بلاي فرصة كبيرة للمستخدمين الإيرانيين، حيث ستتيح لهم هذه المنصات الوصول إلى خدمات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الضرورية التي كانت محظورة سابقًا. ومع ذلك، يواجه القرار تحديات لوجستية وتقنية قد تعيق تنفيذه السلس، بالإضافة إلى احتمال وجود تحفظات من الجهات المحافظة داخل الحكومة الإيرانية.

يعكس رفع الحظر عن واتساب وجوجل بلاي تحولًا مهمًا في سياسات الإنترنت الإيرانية، مع وجود تطلعات بأن يكون بداية لعهد جديد من الانفتاح الرقمي. وبينما تتباين الآراء حول تداعيات هذا القرار، فإن الخطوة تمثل استجابة واضحة للضغوط الداخلية والخارجية التي تواجه إيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى