مصر تعلن رسمياً نشر قواتها العسكرية في الصومال لدعم بعثة حفظ السلام
في خطوة دبلوماسية هامة، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن قرار مصر بنشر قوات عسكرية في الصومال ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي. يأتي ذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والصومال ودعم جهود استقرار المنطقة.
مشاركة مصر في بعثة حفظ السلام الإفريقية
أكد وزير الخارجية المصري أن المشاركة في بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي جاءت بناء على طلب الحكومة الصومالية، وبترحيب من مجلس السلم والأمن الإفريقي. هذه البعثة، المعروفة باسم “أوسوم”، ستخلف بعثة مكافحة الإرهاب التي تنتهي هذا العام، مما يعكس التزام مصر بدعم استقرار الصومال وتحقيق السلام في المنطقة.
التوترات الإقليمية ودور مصر في تعزيز الاستقرار
شهدت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا توترات هذا العام، إثر خلافات حول خطة إثيوبيا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية. النزاع جذب قوى إقليمية وتسبب في زيادة التوترات في القرن الإفريقي. وفي هذا السياق، لعبت مصر دورًا محوريًا في تعزيز التعاون بين الصومال وإثيوبيا من خلال مساعٍ دبلوماسية رعتها تركيا.
من جانب آخر، أوضح عبد العاطي أن مصر ترفض أي محاولات لفرض إملاءات على الصومال أو المساس بسيادته، مؤكداً دعم مصر الكامل لبسط سلطات الدولة الصومالية على أراضيها.
اتفاقيات أمنية ومساعدات عسكرية
في سياق تعزيز التعاون بين البلدين، قام الجانب المصري بتسليم أسلحة وذخائر للصومال، تشمل مدافع مضادة للطائرات ومدافع ثقيلة. هذه المساعدات تأتي في إطار اتفاقية أمنية مشتركة بين البلدين تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للصومال في مواجهة التحديات الأمنية.
التقارب المصري الصومالي
في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين مصر والصومال تطورًا ملحوظًا، حيث تعمقت الروابط بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والأمنية. تزايد هذا التعاون بعد الخلافات الإقليمية بين الصومال وإثيوبيا، حيث انتقدت مصر الاتفاقات المتعلقة بمنطقة أرض الصومال، مما أدى إلى تعزيز الدعم الصومالي لمصر.
يعد قرار نشر قوات مصرية في الصومال جزءًا من التزام مصر المستمر بدعم استقرار الأمن الإقليمي في القارة الإفريقية. من خلال هذا التحرك، تسعى مصر إلى تعزيز الروابط مع الصومال والمساهمة في استعادة السلام في المنطقة التي تعاني من تحديات أمنية وسياسية كبيرة.