أخبار دولية

ألمانيا تواجه تساؤلات حول الثغرات الأمنية بعد هجوم دهس قاتل

تعيش ألمانيا حالة من الحزن والصدمة بعد هجوم دهس مروع استهدف سوقًا لهدايا عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ. الحادث أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 235 آخرين، مما أعاد النقاش حول الأمن الداخلي والهجرة إلى صدارة المشهد السياسي، خاصة مع اقتراب الانتخابات المبكرة المقررة في فبراير.

المشتبه به وتاريخه المثير للجدل

المشتبه به في الهجوم، سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا يُدعى طالب العبدالمحسن، وهو طبيب نفسي يعيش في ألمانيا منذ عام 2006. يتمتع بسجل مثير للجدل، حيث عبّر سابقًا عن آراء مناهضة للإسلام وتعاطف مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف.

وعلى الرغم من تلقي ألمانيا ثلاثة تحذيرات من السعودية بشأن آرائه المتطرفة منذ عام 2023، إلا أن السلطات الألمانية لم تتحرك بشكل فعال، ما يثير تساؤلات حول استجابتها للتحذيرات الأمنية.

 ردود فعل الحكومة والأحزاب السياسية

أدانت وزيرة الداخلية نانسي فيزر الحادث ودعت إلى تشديد القوانين الأمنية. وشددت على الحاجة إلى تعزيز قوات الشرطة وإدخال تقنيات مراقبة بالمقاييس الحيوية.

في المقابل، طالب حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” المعارض بتوسيع صلاحيات الأجهزة الأمنية والمخابرات الألمانية لتتمكن من التعامل بشكل أفضل مع التهديدات.

الثغرات الأمنية ودعوات للإصلاح

أثار الحادث انتقادات حادة للنظام الأمني الألماني. فقد أشار جونتر كرينغز، المتحدث باسم حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي”، إلى أن المخابرات الألمانية تعتمد بشكل كبير على معلومات من أجهزة مخابرات أجنبية، داعيًا إلى زيادة الصلاحيات المحلية، خاصة في المجال الرقمي.

من ناحية أخرى، أكدت الشرطة أن قوانين حماية البيانات الصارمة في ألمانيا تشكل عائقًا أمام تطبيق أنظمة المراقبة الحديثة، ما يستدعي تعديل هذه القوانين لتتوافق مع التحديات الأمنية المتزايدة.

 تهديدات إضافية وأجواء متوترة

في الوقت ذاته، ألقت الشرطة القبض على شخص آخر في بريمرهافن بعد أن نشر فيديو على “تيك توك” يهدد بارتكاب جرائم ضد أشخاص من أصول عربية أو متوسطية في عيد الميلاد. هذا الحادث زاد من التوتر الأمني وأدى إلى رفع حالة التأهب في جميع أسواق عيد الميلاد في البلاد.

كشفت تقارير إعلامية أن السعودية حذرت ألمانيا ثلاث مرات بشأن المشتبه به، مشيرة إلى آرائه المتطرفة المنشورة عبر منصة “إكس”. ومع ذلك، لم تتخذ السلطات الألمانية أي إجراءات ملموسة. هذا الفشل في التعامل مع التحذيرات يثير تساؤلات حول كفاءة التنسيق بين أجهزة الأمن المحلية والدولية.

يأتي هذا الحادث في وقت حساس سياسيًا، حيث تستعد ألمانيا لانتخابات مبكرة. وقد دفعت الحادثة قضايا الأمن والهجرة إلى واجهة النقاش العام، ما يجعلها محاور رئيسية في الحملة الانتخابية.

إجراءات مستقبلية لمعالجة الثغرات

أكدت السلطات الألمانية، بما فيها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، أنها ستراجع التدابير الأمنية في أسواق عيد الميلاد وتتعامل مع أي نقاط ضعف.

كما يتوقع أن تُطرح قوانين جديدة لمعالجة الثغرات الأمنية في أعقاب هذا الحادث الأليم، الذي يُذكر بهجوم مماثل وقع في برلين قبل ثماني سنوات.

الحادثة تمثل تحديًا كبيرًا للأمن الداخلي في ألمانيا وتسلط الضوء على أهمية التحديث المستمر للسياسات الأمنية في مواجهة التهديدات المتغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى