أبرز عمليات الدهس والطعن في ألمانيا
أعادت عملية الدهس التي وقعت في مدينة ماغدبورغ، شمال ألمانيا، إلى الأذهان سلسلة من العمليات الدموية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
الحادث الأخير، الذي وقع مساء الجمعة 21 ديسمبر 2024، أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات عندما صدمت سيارة حشداً في سوق عيد الميلاد بالمدينة. السلطات الألمانية وصفت الهجوم بأنه “هجوم فردي”، وأكدت أن المشتبه به، وهو طبيب سعودي مقيم في ألمانيا منذ عام 2006، تم توقيفه في مكان الحادث.
تصاعد العمليات الإرهابية في السنوات الأخيرة
على مدار السنتين الماضيتين (2023 و2024)، شهدت ألمانيا العديد من العمليات المماثلة، حيث تم تنفيذ ثلاث عمليات دهس وطعن سنويًا.
أبرز هذه الهجمات كانت عملية الطعن التي أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنها في مدينة زولينغن في أغسطس 2024، والتي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة. وفي مايو 2024، وقعت عملية طعن في مدينة مانهايم، حيث أصيب 5 أشخاص في هجوم استهدف تجمعًا لإحدى الجمعيات المناهضة للإسلام.
منفذو الهجمات: روابط مع التنظيمات المتطرفة
غالبًا ما يكون منفذو هذه العمليات من أصول عربية، وتعود ارتباطاتهم إلى تنظيمات متشددة، وعلى رأسها تنظيم “داعش” بجميع فروعه. فعملية الطعن في زولينغن مثلًا نفذها لاجئ سوري، في حين شهدت الحوادث الأخرى تورط أشخاص من أصول عربية. في حادثة 25 يناير 2023، قُتل شخصان وأصيب 7 آخرون في هجوم طعن على متن قطار متجه إلى مدينة هامبورغ. أيضًا، في 19 أبريل 2023، أصيب 4 أشخاص في عملية طعن داخل صالة ألعاب رياضية بمدينة دويسبرغ.
إجراءات مشددة لمكافحة الإرهاب: فشل أم ضرورة؟
في أعقاب هذه الهجمات، اتخذت السلطات الألمانية إجراءات أمنية مشددة، خاصة بعد الهجوم الذي وقع في مدينة زولينغن في الصيف الماضي.
فقد تم الإعلان عن تنفيذ إجراءات مراقبة غير مسبوقة على جميع الحدود البرية لألمانيا منذ سبتمبر 2024، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من بعض الدول المجاورة. رغم هذه الإجراءات الأمنية، استمرت الهجمات في العمق الألماني، ما أدى إلى مطالبات واسعة باستقالة المستشار الألماني أولاف شولتس بسبب ما اعتُبر فشلًا أمنيًا في حماية المواطنين.
الإحصائيات والمخاوف من الفكر المتطرف
وفقًا لإحصائيات عام 2022، تبين أن هناك نحو 1940 شخصًا يحملون الفكر “المتطرف” في ألمانيا، من بينهم أكثر من 800 شخص من أصول عربية ومسلمة. هذه الأرقام تشير إلى تصاعد التهديدات الأمنية التي تواجهها البلاد نتيجة لانتشار الفكر المتطرف، مما يزيد من قلق السلطات والمواطنين على حد سواء.
تستمر ألمانيا في مواجهة تحديات كبيرة في محاربة التطرف والإرهاب، في وقتٍ تزداد فيه الهجمات الإرهابية بشكل ملحوظ. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، يبدو أن الوضع الأمني في البلاد يتطلب مزيدًا من التحسينات لضمان حماية المواطنين من خطر التطرف والعنف.