أخبار دولية

ألمانيا تستعد لمواجهة التهديدات الهجينة من روسيا

أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ضرورة استعداد ألمانيا للتعامل مع التهديدات الهجينة التي تشنها روسيا، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تستهدف بنية ألمانيا التحتية وأمنها الاجتماعي. وفي تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية، أشار بيستوريوس إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم هذه التكتيكات لزعزعة الاستقرار في ألمانيا.

وأضاف أن تجاهل هذه التهديدات لن يقلل من خطورتها، بل سيزيدها تعقيدًا، مؤكدًا أن بلاده أصبحت محورًا رئيسيًا لهذه الهجمات.

 الهجمات الهجينة: تكتيك متطور يهدد الأمن القومي

تعتمد الهجمات الهجينة التي تنفذها روسيا على مزيج من الأساليب الرقمية والهجمات السيبرانية لاستهداف الأجهزة والشبكات الألمانية.

وتشمل هذه الهجمات التدخل في البنية التحتية الحيوية مثل إمدادات الطاقة ومرافق النقل، بالإضافة إلى أنشطة بحرية مشبوهة في بحر الشمال وبحر البلطيق. كما تشمل هذه التكتيكات انتهاكات للمجال الجوي، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.

 دور وسائل التواصل الاجتماعي في زعزعة الاستقرار

تطرق بيستوريوس إلى استخدام روسيا لوسائل التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية في هجماتها الهجينة.

وأوضح أن موسكو تدعم أحزابًا مثل “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف وتحالف سارة فاجنكنيشت الشعبوي، مما يعزز الانقسامات السياسية داخل المجتمع الألماني.

وأشار إلى أن هذه الحملات تتزامن مع تدخلات روسية في الحملات الانتخابية وتمويل الأصوات الشعبوية بهدف إضعاف النسيج الاجتماعي الألماني وتقويض الاستقرار الداخلي.

 التحديات العسكرية أمام ألمانيا

أكد وزير الدفاع الألماني أن برلين تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز قدراتها العسكرية، حيث تم إطلاق 97 مشروعًا بقيمة 58 مليار يورو هذا العام، متجاوزًا الأرقام القياسية السابقة.

ومع ذلك، أقر بوجود تحديات كبيرة، منها نقص المعدات والأسلحة بسبب الدعم العسكري المقدم إلى أوكرانيا، إلى جانب القيود الزمنية التي تواجه الصناعة الدفاعية لتوسيع قدراتها الإنتاجية.

 فترات التسليم الطويلة تعيق سد الفجوات الدفاعية

كشف بيستوريوس عن التحديات المتعلقة بفترات تسليم المعدات العسكرية، مشيرًا إلى أن دبابة “ليوبارد” تحتاج إلى عامين ونصف للتسليم، بينما تستغرق الفرقاطات والغواصات من ستة إلى ثمانية أعوام.

وأكد أن هذه الفترات الطويلة تجعل من المستحيل معالجة الفجوات الدفاعية التي تراكمت على مدى العقود الثلاثة الماضية خلال دورة تشريعية واحدة.

إجراءات مضادة لمواجهة استراتيجية بوتين

اختتم وزير الدفاع الألماني تصريحاته بالتأكيد على أهمية اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لمنع نجاح استراتيجية بوتين الرامية إلى زعزعة استقرار ألمانيا. وشدد على ضرورة الاستثمار في تحديث القدرات الدفاعية وتعزيز الأمن السيبراني لمواجهة هذه التحديات المعقدة، مع إبقاء الجهود مستمرة لضمان حماية المجتمع الألماني من التدخلات الخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى