زيادة الطلب العالمي على الفحم: تحديات المناخ وخطط وكالة الطاقة الدولية
توقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار ارتفاع الطلب العالمي على الفحم، ليصل إلى مستويات قياسية جديدة سنويًا حتى عام 2027.
وأوضحت الوكالة في تقريرها أن الطلب سيبلغ حوالي 8.9 مليار طن بحلول عام 2027، بزيادة 1% عن عام 2024، مما يشكل تناقضًا مع التقديرات السابقة التي توقعت انخفاضًا مستمرًا في الطلب على الفحم.
تغيرات المناخ وزيادة الانبعاثات
أشار التقرير إلى أن استمرار الاعتماد على الفحم يعرقل الجهود المبذولة للحد من الانبعاثات الكربونية، ما يهدد بتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ. وأوضحت الوكالة أن الكوكب قد تجاوز بالفعل درجات حرارة تزيد بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، وهو ما يُعد مؤشرًا على ضعف الجهود العالمية لمكافحة الاحتباس الحراري.
دور الصين والهند في زيادة الطلب
تُعد الصين أكبر مستهلك للفحم عالميًا، وتمثل قراراتها المتعلقة بالطاقة عاملًا رئيسيًا في تحديد اتجاهات الطلب العالمي.
وأوضح كيسكي ساداموري، مدير أسواق وأمن الطاقة في الوكالة، أن الطلب على الفحم قد يرتفع في الصين بسبب العوامل المناخية وزيادة استهلاك الكهرباء. وفي الوقت نفسه، يشهد الطلب على الفحم في الهند نموًا ملحوظًا، مما يعوض التراجع في استهلاك الولايات المتحدة وأوروبا.
محاولات الحد من الاعتماد على الفحم
أكدت وكالة الطاقة الدولية أن الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 يتطلب خفضًا حادًا في استهلاك الفحم خلال هذا العقد. ومع ذلك، فإن الطلب المرتفع في الدول النامية، التي تعتمد على الفحم كمصدر رخيص للطاقة، يمثل عقبة رئيسية أمام تحقيق هذا الهدف.
التكنولوجيا المتجددة كمخرج محتمل
رغم استمرار الاعتماد على الفحم، تشير الوكالة إلى أن التوسع في استخدام توربينات الرياح والألواح الشمسية قد يساهم في تقليل الطلب على الوقود الأحفوري على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن التأثير الإيجابي لهذه التقنيات يعتمد على سرعة تبنيها عالميًا واستبدالها لمصادر الطاقة التقليدية.
يعكس التقرير تحديات مزدوجة، حيث تسعى الدول لتلبية احتياجاتها من الطاقة مع العمل على تحقيق أهداف المناخ. ويبقى السؤال حول مدى قدرة العالم على تحقيق توازن بين زيادة الطلب على الفحم في الدول النامية والالتزامات البيئية العالمية.