في تصعيد جديد للصراع في المنطقة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم عشرات الغارات على مواقع حوثية في كل من العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية.
استهدفت هذه الغارات عدة منشآت حيوية، أبرزها ميناء رأس عيسى النفطي الذي سبق أن تعرض لهجوم إسرائيلي في سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى محطتي كهرباء في حزيز وذهبان. كما طالت الضربات ميناء الحديدة الذي يُعد أحد أهم المرافق الاستراتيجية للحوثيين.
رسائل إسرائيلية صارمة
في أعقاب هذه العمليات، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدات مباشرة ضد جماعة الحوثي.
وفي تصريحاته، شدد كاتس على أن “كل من يرفع يده على إسرائيل سنقطعها”، مؤكداً أن إسرائيل لن تتردد في استخدام القوة ضد أي تهديد يمس أمنها. كما أشار إلى أن أي اعتداء على إسرائيل سيقابل برد عنيف يتجاوز المعتدي بسبعة أضعاف.
موقف الجيش الإسرائيلي
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أطلق بدوره تصريحات مشابهة. ففي رسالة مصوّرة، وصف هاغاري الحوثيين بأنهم “مصدر تهديد عالمي”، مشيراً إلى أن الجماعة لم تكتفِ بمهاجمة إسرائيل، بل استهدفت أيضاً سفن الشحن في البحر الأحمر ودولا أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأكد أن إسرائيل ستواصل التحرك ضد أي جهة تمثل تهديداً لها، مذكراً بعمليات سابقة استهدفت حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
الحوثيون على خط المواجهة
منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، في ما وصفوه بأنه دعم لغزة.
كما استهدفوا سفن شحن في البحر الأحمر، مما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي. ومع ذلك، يرى محللون أن إسرائيل أصبحت أكثر تصميماً على مواجهة الحوثيين، خاصة بعد تقليصها لقدرات حزب الله وحماس العسكرية.
المواجهة مع إيران وأذرعها
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عكست بوضوح أن تل أبيب ترى في الحوثيين آخر أذرع إيران في المنطقة.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي مراراً أنه تمكن من شل قدرات الأطراف الأخرى التابعة لطهران، من حزب الله إلى حماس، ما يجعل الحوثيين الآن الهدف الرئيسي لعملياتها.
هذا التصعيد يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة، لا سيما في ظل استمرار إسرائيل في تنفيذ استراتيجيتها الحاسمة ضد أي تهديد محتمل على أمنها.
