الأعنف منذ 2012.. إسرائيل تشن غارات مكثفة على طرطوس
شهدت مدينة طرطوس على الساحل السوري ليلة مروعة حيث تعرضت لأعنف غارات إسرائيلية منذ عام 2012. استمر القصف لأكثر من 8 ساعات متواصلة، مخلفًا دوي انفجارات هائلة وحرائق ضخمة، حولت ليل المدينة إلى نهار.
وثقت صور وفيديوهات حجم الدمار، مع تسجيل أكثر من 10 غارات استهدفت مناطق مختلفة، فيما رصدت أجهزة الرصد زلزالًا بقوة 3 درجات ناتجًا عن شدة الانفجارات التي هزت كافة أرجاء المدينة.
استهداف مواقع عسكرية حساسة
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية هامة، بينها وحدات دفاع جوي ومستودعات صواريخ أرض-أرض، إضافة إلى قواعد عسكرية مثل اللواء 23 ومواقع قرب قرى حريصون، البلوطية، والخراب. كما شوهدت النيران تتصاعد من تلك المواقع، ما يعكس حجم الدمار.
صواريخ جديدة وتكتيكات مدمرة
أوضح أحد الضباط السوريين أن إسرائيل استخدمت في هذه الغارات صواريخ متطورة، ربما تُستخدم لأول مرة. وأشار إلى أن هذه الصواريخ قادرة على اختراق المواقع العسكرية المخبأة داخل الكهوف الجبلية، حيث سُمع دوي الانفجارات لمسافات تجاوزت عشرات الكيلومترات.
حالة من الذعر بين المدنيين
أكد سكان طرطوس أن الانفجارات كانت تسمع في كافة المناطق المحيطة، ما أثار حالة من الرعب والهلع بين الأهالي. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الوضع في المدينة كان أشبه بكارثة طبيعية نتيجة شدة الانفجارات وعصف النيران.
دمار كبير في القدرات العسكرية السورية
رجح اللواء كمال الموسى، مدير السجلات العسكرية والتعبئة سابقًا، أن تكون هذه الضربات قد دمرت حوالي 85% من المعدات العسكرية التابعة للجيش السوري في المنطقة. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى إضعاف الجيش السوري وإفقاده قدراته الاستراتيجية.
أكثر من 500 غارة منذ سقوط الأسد
منذ سقوط الرئيس السابق بشار الأسد وفراره إلى روسيا في 8 ديسمبر 2024، شنت إسرائيل أكثر من 500 غارة على مواقع مختلفة داخل سوريا. ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، تهدف هذه الغارات إلى تقويض القدرات العسكرية السورية وتفكيك البنية التحتية للقوات المسلحة.
إجراءات إسرائيلية لتعزيز أمنها
بررت إسرائيل غاراتها المتكررة وتحركاتها داخل “المنطقة المنزوعة السلاح” بأنها تهدف إلى حماية أمنها القومي. كما فرضت سيطرتها على الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، مؤكدة أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية وقائية ضد أي تهديدات محتملة.
الغارات الإسرائيلية الأخيرة على طرطوس تعكس تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية، ما يثير مخاوف من تداعيات خطيرة على الوضع الأمني والإقليمي، خاصة مع الانهيار الواضح في قدرات الجيش السوري.