إسرائيل تغلق سفارتها في أيرلندا وسط توتر العلاقات بين البلدين
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم، عن إغلاق سفارتها في أيرلندا بسبب ما وصفته بـ”السياسات المتشددة المعادية لإسرائيل” التي تتبعها الحكومة الأيرلندية. وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن أيرلندا تبنت “خطابًا وأفعالًا معادية للسامية، تقوض شرعية الدولة اليهودية”، مشيرًا إلى أن دبلن تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في علاقتها مع تل أبيب.
وأضاف ساعر أن إسرائيل ستعيد توجيه مواردها الدبلوماسية إلى دول أخرى، مع الإعلان عن افتتاح سفارة جديدة في مولدوفا كجزء من إعادة ترتيب شبكة بعثاتها الدبلوماسية.
رد أيرلندي: “قرار مؤسف للغاية”
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس قرار إسرائيل بـ”المؤسف للغاية”. وأكد في بيان عبر منصة “إكس” أن أيرلندا ليست معادية لإسرائيل، بل هي مؤيدة للسلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وشدد هاريس على موقف أيرلندا الداعم لحل الدولتين، مؤكدًا أن بلاده ستواصل الدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، ولن تتراجع عن هذه المبادئ رغم أي ضغوط.
أسباب التدهور في العلاقات
شهدت العلاقة بين أيرلندا وإسرائيل تدهورًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد أن:
1. اعترفت أيرلندا رسميًا بدولة فلسطين في مايو الماضي كدولة ذات سيادة تشمل قطاع غزة والضفة الغربية.
2. دعمت دبلن دعوى قضائية تقدمت بها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، تتهمها بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
3. انتقدت أيرلندا بشدة إسرائيل خلال الحرب على غزة التي بدأت في أكتوبر 2023.
4. وافقت أيرلندا على تعيين سفيرة فلسطينية لأول مرة في نوفمبر الماضي، بالتزامن مع اعتراف دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا والنرويج وسلوفينيا بدولة فلسطين.
تصاعد التوترات في جنوب لبنان
إضافة إلى ذلك، تفاقم التوتر بين البلدين عندما رفض الجنود الأيرلنديون المشاركون ضمن قوات اليونيفيل بجنوب لبنان طلب إسرائيل بإخلاء القوة مسافة 5 كيلومترات شمالًا. وفي ذلك الوقت، استغل الرئيس الأيرلندي مايكل هيغينز الفرصة لانتقاد السياسات الإسرائيلية بشدة.
يمثل إغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن خطوة تصعيدية تعكس التوترات المتزايدة بين البلدين. وبينما تصر أيرلندا على موقفها الداعم لحقوق الفلسطينيين والقانون الدولي، تعتبر إسرائيل ذلك تحديًا كبيرًا لمصالحها، مما يزيد تعقيد العلاقات في ظل التحولات السياسية والدبلوماسية الحالية.