السيسي يناقش مع المسؤولين الأمريكيين جهود التهدئة في غزة وتبادل الرهائن
في إطار مساعي مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاقات تتعلق بالهدنة في غزة وتبادل المحتجزين، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في 14 ديسمبر 2024، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ومنسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورك.
كان الهدف من اللقاء استعراض الجهود المشتركة لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان تبادل المحتجزين، إلى جانب ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خاصة في ظل قدوم فصل الشتاء.
وقد حضر الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة، مثل وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ورئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد.
اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
أكد السيسي خلال اللقاء على أهمية التحرك العاجل لتوفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة وضمان استمرارية اتفاقات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. كما تم التأكيد على مبدأ “حل الدولتين” كحل أساسي لتحقيق السلام في المنطقة، وهو الموقف الذي يدعمه المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن المحادثات بشأن هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة تشهد بعض التقدم، حيث يتم التفاوض حالياً على آلية لإطلاق سراح الرهائن.
تطورات الأوضاع في لبنان وسوريا
خلال الاجتماع، تم استعراض الأوضاع الإقليمية في لبنان وسوريا. فيما يخص لبنان، تم الحديث عن استمرارية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، باعتباره جزءاً من الجهود الإقليمية للتهدئة. وفيما يخص سوريا، شدد السيسي على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا واستقرار أمنها، وهو ما يظل من أولويات مصر في سياستها الإقليمية.
التحركات الدولية لتحقيق السلام في غزة
تشهد الفترة الحالية تحركات دبلوماسية مكثفة على عدة جبهات، حيث تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيق اختراق دبلوماسي قبل مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في يناير 2025.
وفي سياق الجهود الدولية، أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن هناك مؤشرات مشجعة بشأن التقدم نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، مشدداً على أهمية استجابة حماس لهذه المفاوضات.
اقتراح الهدنة والمقترحات الأمريكية
تفاصيل الاقتراحات الجديدة التي تم تداولها بشأن الهدنة تشير إلى خطة مدتها 60 يوماً، تتضمن انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة.
هذه المبادرة التي تدعمها مصر والولايات المتحدة، تتضمن أيضاً تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة غزة، مع إشراف أمريكي على عمل هذه اللجنة.
وفقاً للمصادر، يُتوقع أن يتم إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، مع التفاوض على وقف كامل لإطلاق النار بين الطرفين.
الوضع الإنساني في غزة
منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، استمرت معاناة سكان غزة من العمليات العسكرية والتهجير. ورغم التوصل إلى هدنة مؤقتة في نوفمبر 2023، إلا أن الوضع الإنساني ما زال مأسوياً، حيث بلغ عدد القتلى في صفوف الفلسطينيين أكثر من 44,930 شخصاً، مع أكثر من 106,000 مصاب. في المقابل، لا يزال 97 من الرهائن الإسرائيليين محتجزين في غزة.
مستقبل المفاوضات
في ظل هذه الظروف المعقدة، تتزايد الضغوط على جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل دائم للصراع في غزة. ورغم التحديات، تبقى الآمال قائمة في استئناف المفاوضات قريباً والتوصل إلى اتفاق يحقق السلام الدائم ويضمن إطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها.