تقدم كبير في مفاوضات صفقة تبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس

في وقت حساس تتواصل فيه المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة تبادل الرهائن، أُعلن عن تحقيق تقدم كبير في هذه المباحثات التي تتعلق بالإفراج عن رهائن محتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.
بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين، يبدو أن فرص التوصل إلى اتفاق باتت قريبة، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في مسار الحرب الدائرة في المنطقة.
التوقعات بإتمام الصفقة قريبًا
وفقا لما أوردته صحيفة “يسرائيل هيوم”، أفاد مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى بأن نهاية الحرب في غزة أصبحت قاب قوسين أو أدنى. هذا التقدم يأتي على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإنجاز الصفقة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يتوقع أن يكون له تأثير على المفاوضات بشكل أو بآخر.
وتشير التقارير إلى أن المفاوضات تتقدم بخطى ثابتة، مع احتمالية توصل الطرفين إلى اتفاق خلال الأسابيع القليلة القادمة، وهو ما قد يخفف حدة التوترات بين إسرائيل وحماس. وقد أعلن مسؤول إسرائيلي كبير في تصريحات لـ “واينت” أن حماس أظهرت مرونة في موقفها، وهي مستعدة للتوصل إلى اتفاق لم يكن متاحًا من قبل.
محتوى الصفقة والمراحل المتوقعة
من المتوقع أن تتم الصفقة على مراحل، حيث ستبدأ المرحلة الأولى بإجراءات إنسانية تشمل إطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة تصل إلى سبعة أسابيع. هذا الاتفاق الجزئي أثار استياء بعض أهالي الرهائن الذين عبروا عن قلقهم من أن الصفقة الجزئية قد تعرض حياة من تبقى من الأسرى للخطر.
وتتضمن الصفقة تبادل أسرى يشمل النساء والأطفال بالإضافة إلى بعض البالغين، مع الإبقاء على خيار العودة إلى القتال من قبل كلا الطرفين بعد التهدئة المؤقتة.
ردود فعل أهالي الرهائن والتحديات السياسية
تعددت ردود فعل أهالي الرهائن على هذه المفاوضات. حيث عبر البعض عن استياءهم من المقترحات الحالية التي لا تضمن إطلاق سراح كافة الرهائن دفعة واحدة، مما قد يؤدي إلى استمرار معاناتهم. كما طالب بعض الأهالي الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لتحرير الرهائن.
على الجانب السياسي، تشير بعض التقارير إلى أن هذه الصفقة قد تواجه معارضة من داخل الحكومة الإسرائيلية، خصوصًا من قبل شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين قد لا يدعمان مثل هذه التسوية. ومع ذلك، يعتبر المسؤولون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا تمكن من التوصل إلى اتفاق معقول، فإنه قد يحظى بتأييد الحكومة.
التأثيرات المحتملة على الوضع الإقليمي والدولي
يشير مراقبون إلى أن الصفقة المنتظرة ستؤثر بشكل كبير على التوازن العسكري والسياسي في المنطقة. فمن جهة، قد تسهم الصفقة في الحد من التصعيد العسكري بين الطرفين، ومن جهة أخرى، قد تشهد هذه الفترة تقلبات في مواقف اللاعبين الدوليين مثل الولايات المتحدة، وخاصة مع قرب دخول إدارة ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما قد يعيد تشكيل السياسات في المنطقة.
بناءً على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، فإن التوصل إلى اتفاق مع حماس قد يكون خطوة هامة نحو وضع حد للصراع المستمر، وإن كانت الظروف السياسية في إسرائيل وأثر ذلك على الحكومة قد تشكل عقبات أمام إتمام الصفقة.
في ظل هذه التطورات، يترقب العالم التوصل إلى اتفاق رسمي بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة الرهائن، التي قد يكون لها تبعات على أكثر من صعيد، بدءًا من السياسة الداخلية الإسرائيلية وصولاً إلى استقرار المنطقة.