تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق بعد 12 عامًا من الإغلاق

أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، أن تركيا ستعيد فتح سفارتها في دمشق، السبت، بعد 12 عامًا من إغلاقها. في مقابلة مع قناة “إن تي في” التركية، أكد فيدان أن طاقم السفارة، برئاسة القائم بالأعمال برهان كور أوغلو، قد غادر إلى دمشق استعدادًا لبدء مهامه الدبلوماسية.
تعيين قائم بالأعمال لاستئناف المهام الدبلوماسية
عيّنت تركيا، الخميس، برهان كور أوغلو قائماً بالأعمال التركية في سوريا. وكان كور أوغلو يشغل منصب السفير التركي في نواكشوط بموريتانيا. ومن المتوقع أن يدير السفارة التركية في دمشق لفترة مؤقتة، على الرغم من أن مدة مهمته لم تُحدد بعد.
يأتي قرار إعادة فتح السفارة تتويجًا لجهود دبلوماسية طويلة لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، التي توترت منذ إغلاق السفارة في مارس 2012، بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
السياق التاريخي لإغلاق السفارة
كانت تركيا قد أغلقت سفارتها في دمشق في مارس 2012 نتيجة التدهور الأمني الشديد ودعواتها العلنية لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وطوال سنوات الصراع، دعمت أنقرة المعارضة السورية، ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
دور تركيا في سقوط نظام الأسد
خلال حديثه التلفزيوني، كشف وزير الخارجية التركي عن دور بلاده في منع الدعم العسكري الروسي والإيراني لنظام بشار الأسد أثناء الهجوم الأخير الذي قادته المعارضة المسلحة ضد قوات النظام.
وأوضح فيدان أن تركيا أجرت مفاوضات مكثفة مع موسكو وطهران لإقناعهما بعدم التدخل عسكريًا لدعم الأسد، مما أسهم في تقصير أمد المعركة وتقليل الخسائر في الأرواح.
وأشار الوزير التركي إلى أن روسيا وإيران أدركتا أن الظروف الدولية والإقليمية لم تعد مناسبة لدعم الأسد، مما دفعهما إلى الامتناع عن التدخل العسكري في اللحظات الحاسمة.
سقوط النظام السوري وفرار الأسد
بعد هجوم استمر 11 يومًا، قادت هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة المعارضة عملية أدت إلى إسقاط النظام السوري. ووفقًا لتقارير إعلامية روسية، فر بشار الأسد مع عائلته إلى روسيا.
اعتبر وزير الخارجية التركي أن سقوط الأسد يمثل تحولًا جذريًا في المنطقة، مشيرًا إلى أن الدعم الدولي للمعارضة السورية لعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الانتصار دون تصعيد دموي كبير.
تمثل إعادة فتح السفارة التركية في دمشق خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، وقد تعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة. يأتي هذا القرار في سياق تحولات إقليمية واسعة، حيث تسعى تركيا لتعزيز دورها الدبلوماسي في سوريا والمنطقة بعد انتهاء عهد الأسد.