محطات بارزة في حكم بشار الأسد على مدار 25 عامًا
أعلنت الفصائل المعارضة السورية بقيادة “هيئة تحرير الشام” عن دخول قواتها إلى العاصمة دمشق، مشيرة إلى “هروب” الرئيس السوري بشار الأسد بعد قرابة ربع قرن في السلطة.
يعد حكم الأسد الذي امتد منذ عام 2000 مليئًا بالأحداث والتحولات الكبرى على الصعيدين المحلي والدولي. فيما يلي أبرز المحطات الرئيسية خلال فترة حكمه:
انتقال السلطة وتوريث الحكم
في 17 يوليو 2000، تولى بشار الأسد رئاسة سوريا بعد وفاة والده حافظ الأسد، الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثين عامًا.
دخل بشار إلى الحياة السياسية سريعًا، حيث تم تعديل الدستور السوري لتخفيض سن الترشح للرئاسة من 40 إلى 34 عامًا، ليكون هو المرشح الوحيد في انتخابات جرت في 2000، والتي حصل فيها على 97.29% من الأصوات.
“ربيع دمشق” والانفتاح النسبي
في عام 2000، شهدت سوريا فترة قصيرة من الانفتاح السياسي في ما عرف بـ “ربيع دمشق”. دعا مجموعة من المثقفين والفنانين السوريين إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ عام 1963.
لكن هذا الانفتاح لم يدم طويلاً، حيث جرى توقيف العديد من المعارضين في عام 2001، مما أنهى هذه الفترة التي كانت محط آمال الإصلاح.
الانسحاب السوري من لبنان
في 14 فبراير 2005، تعرض رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري للاغتيال في بيروت. وقوبل الحادث باتهامات للنظام السوري بالضلوع في الجريمة، وهو ما دفع بضغط شعبي ودولي للمطالبة بخروج القوات السورية من لبنان. في 26 أبريل 2005، تحت ضغط من الاحتجاجات في بيروت والمجتمع الدولي، سحبت دمشق آخر جنودها من لبنان، بعد 29 عامًا من التواجد العسكري.
إعلان دمشق والتصعيد مع المعارضة
في أكتوبر 2005، أعلن المعارضون السوريون عن “إعلان دمشق” الذي دعا إلى تغييرات ديمقراطية جذرية في البلاد. هذا الإعلان كان بمثابة علامة على تصاعد المعارضة، إلا أن الحكومة السورية ردت بالقمع، حيث شنت حملات توقيفات ضد المعارضين والمثقفين، مع فرض قيود شديدة على حرية التعبير.
قمع الثورة السورية
في 15 مارس 2011، اندلعت احتجاجات واسعة ضد النظام السوري في إطار ما سُمي بـ “الربيع العربي”. تعامل النظام مع هذه الاحتجاجات بعنف شديد، فبدأت قواته في استخدام الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الطائرات المروحية، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين. مع تصاعد المواجهات، تحولت الاحتجاجات إلى صراع مسلح، واعتبرت الحكومة السورية المعارضين إرهابيين مدعومين من الخارج.
التدخلات الإقليمية والدولية
منذ عام 2013، تدخل حزب الله اللبناني بشكل علني لصالح النظام السوري، وأرسلت إيران تعزيزات عسكرية إلى البلاد لدعمه. في عام 2015، تدخلت روسيا عسكريًا في سوريا، مما أدى إلى تحول كبير في مسار الحرب، حيث بدأت قوات النظام في استعادة الأراضي التي كانت قد فقدتها لصالح المعارضة. هذا التدخل كان حاسمًا، مما أتاح للنظام السوري تحقيق عدة انتصارات استراتيجية.
الولاية الرابعة وانتخابات 2021
في مايو 2021، فاز بشار الأسد بولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سوريا، حيث حصل على 95.1% من الأصوات في انتخابات كانت مثار جدل دولي واتهامات بالتزوير. ورغم استمرار الأزمات الاقتصادية والإنسانية في البلاد، واصل الأسد حكمه لفترة جديدة.
الملاحقات القانونية الدولية
في 15 نوفمبر 2023، أصدرت المحكمة الفرنسية مذكرة توقيف دولية ضد بشار الأسد بتهمة شن هجمات كيميائية على المدنيين في عام 2013. وفي الوقت ذاته، طالبت محكمة العدل الدولية سوريا بوقف ممارسات التعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها العديد من المعتقلين السياسيين في السجون السورية.
السقوط المعلن للنظام في ديسمبر 2024
في 7-8 ديسمبر 2024، بعد 11 يومًا من الهجوم المفاجئ الذي شنته الفصائل المعارضة، أعلنت “هيئة تحرير الشام” عن دخول قواتها إلى دمشق، مشيرة إلى أن الرئيس بشار الأسد قد هرب من العاصمة بعد حكم دام 24 عامًا. هذا التطور مثّل نهاية عهد طويل من السلطة للأسد في ظل الظروف المتغيرة والمتدهورة في البلاد.
تعتبر هذه المحطات الرئيسية في حكم بشار الأسد، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بينما ربطته علاقات استراتيجية مع دول مثل إيران وروسيا.