تقارير

تحليل أسباب انقطاع الكهرباء في إثيوبيا: هل يرتبط بسد النهضة؟

تعرضت شبكة الكهرباء في إثيوبيا لانقطاع كامل على مستوى البلاد في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة.

ورغم عودة التيار الكهربائي في العاصمة أديس أبابا بنسبة 85% بعد فترة قصيرة، إلا أن باقي المناطق في إثيوبيا لم تشهد عودة كاملة للكهرباء حتى وقت لاحق. هذا الحدث أثار تساؤلات حول أسباب الانقطاع وأثر سد النهضة في هذه الأزمة.

 العوامل الفنية وراء انقطاع الكهرباء

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أشار في منشور له على موقع “فيس بوك” إلى أن أسباب انقطاع الكهرباء في إثيوبيا لا تتعلق مباشرة بسد النهضة.

فقد أوضح أن الشبكة الكهربائية الإثيوبية قد شهدت انقطاعات مشابهة في الماضي، كان آخرها في 28 مارس 2024، دون أن تقدم الحكومة تفسيراً واضحاً حول الأسباب.

وقال إن الأسباب المحتملة تتضمن تهالك الشبكة الكهربائية، وصعوبة قدرتها على نقل الطاقة المنتجة بسبب الدوائر القصيرة، الحمل الزائد، وفشل أنظمة الحماية والاتصالات.

سد النهضة: تأثيره على شبكة الكهرباء الإثيوبية

شراقي أكد أن سد النهضة لا يُعتبر سببًا في انقطاع الكهرباء الحالي. على الرغم من أن التوربينات في السد قد توقفت لفترة، إلا أن هذا الانقطاع ليس مرتبطًا به.

وأضاف أنه تم تركيب توربينين في السد في فبراير وأغسطس 2022، وتوربينين آخرين في أغسطس الماضي، إلا أن جميعها متوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وبالتالي، فإن سد النهضة لا يؤثر في انقطاع التيار الكهربائي الذي شهدته إثيوبيا مؤخرًا.

 التحديات التي تواجه شبكة الكهرباء الإثيوبية

تواجه إثيوبيا تحديات كبيرة في إدارة شبكة الكهرباء الوطنية، التي يصعب عليها تغطية احتياجات 130 مليون نسمة على مساحة شاسعة تصل إلى مليون كيلومتر مربع.

ومن الجدير بالذكر أن إثيوبيا تعتمد بشكل كبير على السدود لتوليد الكهرباء، حيث يشكل إنتاج الكهرباء من السدود حوالي 96% من إجمالي الإنتاج، وهو ما يزيد من العبء على الشبكة في ظل هذه الظروف الصعبة.

 محاولة إعادة التيار الكهربائي

في وقت لاحق من مساء السبت، أعلنت هيئة الطاقة الإثيوبية عن إعادة تغذية التيار الكهربائي لنصف البلاد، بما في ذلك أغلب أنحاء العاصمة أديس أبابا. ومع ذلك، استمر الانقطاع في بعض المناطق الأخرى، حيث أُفيد بأن التيار لم يُستعاد بالكامل بعد. هذه التحديات تظهر كيف أن النظام الكهربائي الإثيوبي بحاجة إلى تحديث وتطوير لمواجهة مثل هذه الأعطال المتكررة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى