اجتماع تركي روسي إيراني للخروج من الفوضى في سوريا
تعقد تركيا، السبت، في العاصمة القطرية الدوحة اجتماعاً مع روسيا وإيران في إطار السعي لإيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة السورية.
يهدف الاجتماع إلى وضع أسس لتفادي الفوضى المستمرة على الحدود التركية السورية، وهي المنطقة التي تمثل تحدياً أمنياً واجتماعياً واقتصادياً.
الدول الثلاث المشاركة في الاجتماع، تركيا وروسيا وإيران، ستكون ممثلة بوزير خارجيتها، وذلك في صيغة أستانا التي بدأت بهدف تقليل التصعيد العسكري في سوريا.
التوجهات المتباينة للأطراف
رغم تنسيقها في هذا الاجتماع، تظل العلاقات بين هذه الدول معقدة، حيث تتباين مواقفها تجاه النزاع السوري.
روسيا وإيران دعمتا بشار الأسد بشكل عسكري وسياسي، بينما تتبنى تركيا سياسة مختلفة، حيث تدعم فصائل المعارضة المسلحة. ورغم غياب الانخراط المباشر من قبل تركيا في العمليات العسكرية، إلا أن أنقرة تراقب بقلق التغيرات العسكرية على الأرض، والتي قد تشكل تهديداً أو فرصة، كما يرى المحلل هاميش كينير.
موقف تركيا: بين الأمن الداخلي والتحولات الميدانية
بالنسبة لتركيا، يشكل الوضع في سوريا معضلة معقدة. على الرغم من أنها لا تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية، إلا أن التوترات على حدودها، والوجود الكثيف للاجئين السوريين على أراضيها، جعل من استقرار سوريا قضية محورية بالنسبة لها. الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أبدى أمله في تقدم فصائل المعارضة نحو دمشق، مع التأكيد على ضرورة “التصالح” بين الأسد وشعبه. إلا أن تركيا تحافظ على موقف معقد يتراوح بين الضغط على الأسد والبحث عن حلول مشتركة مع الروس والإيرانيين.
التحديات أمام إيران وروسيا في دعم الأسد
فيما يخص إيران، يبدو أن الوضع قد أصبح أكثر تعقيداً. الصحف الدولية أفادت بأن إيران بدأت في سحب بعض من قواتها العسكرية من سوريا، في خطوة قد تشير إلى تغيير في استراتيجيتها.
من جهة أخرى، أظهرت التقارير أن الرئيس السوري بشار الأسد قد فقد جزءاً من دعم حلفائه الرئيسيين بعد عدد من المواقف المثيرة للجدل، مما يجعل من غير الواضح ما إذا كانت روسيا وإيران ستواصلان دعم الأسد على المدى الطويل.
احتمالات تشكيل حكومة انتقالية
تتجه الأنظار إلى إمكانية اقتراح صيغة للحكومة الانتقالية في سوريا تكون خالية من الأسد، لكنها تضم عناصر من نظامه بالإضافة إلى شخصيات من المعارضة. وفي هذا السياق، يشير الباحثون إلى أن روسيا وتركيا قد تتفاوضان على مثل هذا الحل، في إطار المصلحة المشتركة لاستقرار المنطقة ومنع الفوضى المستمرة.
أزمة الفوضى العسكرية في سوريا: تقدم المعارضة وانسحاب النظام
على الأرض، تسارعت التطورات العسكرية بشكل ملحوظ. فقد تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على عدد من المدن والمحافظات مثل حلب وحماة، وتقدمت نحو حمص. في المقابل، تشهد مناطق النظام السوري اشتباكات عنيفة، حيث تنفذ قوات النظام عمليات عسكرية ضد الفصائل المسلحة في ريف حمص، مما يسلط الضوء على تعقيد الوضع العسكري في سوريا.
وتستمر المعارك أيضاً في مناطق مثل درعا والسويداء، حيث حققت فصائل المعارضة تقدماً ملحوظاً، بينما تواصل قوات النظام عملياتها لاستعادة السيطرة.
يعد الاجتماع المرتقب في الدوحة خطوة جديدة في محاولة لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية. ولكن في ظل التحديات العسكرية المتزايدة، والتعقيدات السياسية بين الأطراف المختلفة، يبقى من غير الواضح ما إذا كان يمكن تحقيق حل حقيقي في المستقبل القريب.