واشنطن تطالب بحماية المدنيين في سوريا في ظل توسع سيطرة المعارضة على مناطق النظام
أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ تجاه تصاعد الأوضاع في سوريا، مؤكدة على ضرورة حماية المدنيين، بما في ذلك الأقليات.
جاء ذلك في تصريحات لمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الذي أشار إلى أن واشنطن تتابع عن كثب تطورات الوضع على الأرض.
وأكد أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركائها وحلفائها، تدعو إلى التفاوض لإنهاء الصراع السوري، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. كما أشار إلى أن رفض النظام السوري المشاركة في هذا الحوار ساهم بشكل كبير في التصعيد الذي تشهده البلاد حاليًا.
وفي ذات السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل في سوريا، مشددًا على حماية المدنيين، خاصة الأقليات، في جميع أنحاء البلاد. كما طالبت الولايات المتحدة رعاياها بمغادرة سوريا نظرًا للوضع الأمني المتقلب والمهدد في المناطق المختلفة.
التطورات العسكرية: المعارضة تحقق تقدمًا ملموسًا على جبهات متعددة
في تطور ميداني، تمكنت الفصائل المسلحة السورية من تحقيق اختراقات جديدة في عدة مناطق، حيث توسعت سيطرتها على أراضٍ استراتيجية في مختلف أنحاء البلاد.
ففي منطقة حلب وحماة، أفادت التقارير أن الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على مواقع جديدة، حيث تسعى الآن للتقدم نحو مدينة حمص.
في حمص، أعلنت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها عن وصولها إلى مشارف المدينة بعد سيطرتها على عدة قرى في محيطها.
بينما أكد الجيش السوري، في بيان رسمي، أنه يواصل تنفيذ عمليات نوعية لاستعادة الأراضي التي خسرتها، مع تدمير آليات الفصائل المعارضة وتكبيدها خسائر كبيرة.
وفي الجنوب، أعلنت فصائل المعارضة السورية عن سيطرتها على عدد من المواقع الهامة في محافظة درعا، بما في ذلك اللواء 112 ميكا واللواء 15 وكتيبة الرادار، وكذلك عدة مواقع عسكرية في ريف درعا الغربي. كما تم تأمين السجن المركزي في مدينة إزرع بعد معارك ضارية مع قوات النظام.
الوضع في السويداء ومنبج: اشتباكات مستمرة وتقدم للفصائل المحلية
في السويداء، أفادت شبكات إخبارية أن المجموعات المحلية في المدينة تمكنت من السيطرة على عدد من المقرات الأمنية المهمة، بما في ذلك فرع أمن الدولة وقيادة الشرطة. وقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.
أما في منبج، فقد أفاد المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري بتفاصيل اشتباك مع فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة، حيث تم إحباط محاولة تسلل إلى منطقة تل أسود جنوب منبج. كما نفت التقارير الأخيرة أي قصف جوي تركي جديد على المدينة.
الجولان والبادية: توسيع دائرة السيطرة من قبل المعارضة السورية
وفي الجولان، أفادت التقارير بأن فصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على بلدتي الرفيد وصيدا في ريف القنيطرة الجنوبي.
في حين واصل جيش سوريا الحرة المدعوم من التحالف الدولي تقدمه في البادية السورية، حيث تمكن من السيطرة على منطقة الصوانة جنوب تدمر، وسط استمرار اشتباكات مع قوات النظام السوري في المنطقة.
استمرار التصعيد وتفاقم الأوضاع الإنسانية
تشير التطورات العسكرية والإنسانية في سوريا إلى استمرار التصعيد الذي يهدد بزيادة الأعداد الكبيرة من النازحين والمشردين.
الأمم المتحدة أكدت أن أكثر من 280 ألف شخص قد نزحوا بسبب المعارك الأخيرة، محذرة من أن العدد قد يصل إلى 1.5 مليون في حال استمرار القتال.