هل يلجأ «حزب الله» إلى ميليشيات «الظل» العراقية بعد هدنة لبنان؟
ترقب سياسيون وخبراء تصعيدًا محتملًا في المواجهة بين الميليشيات الموالية لإيران وإسرائيل على الساحة العراقية، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ في 27 نوفمبر.
وترتبط الميليشيات العراقية الموالية لإيران بعلاقات وثيقة مع حزب الله اللبناني، الذي ساهم قادته في تشكيل العديد من هذه الفصائل وتقديم الدعم العسكري والتدريب لها. وعلى الرغم من استمرار الهجمات التي تطلقها ما تُسمى بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” على إسرائيل منذ أكتوبر 2023، تحاول الحكومة العراقية النأي بنفسها عنها. فقد أكد اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أصدر توجيهات صارمة بمنع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة، مع تعزيز الأمن على الحدود الغربية للعراق.
ورغم عدم إعلان الميليشيات العراقية الموالية لإيران مسؤوليتها رسميًا عن الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية والإسرائيلية، فإنها تستمر بدعم تلك العمليات، وتشكل مجموعات مسلحة جديدة لتنفيذها تحت مسميات مختلفة. ويشير هذا إلى تنسيق وثيق بين إيران، حزب الله، وتلك الميليشيات، خاصة مع تعهدها بالتصعيد ضد إسرائيل رغم الهدنة في لبنان.
السياسي العراقي مثال الآلوسي يرى أن العراق بات ذا أهمية استراتيجية متزايدة لإيران وحزب الله، ليس فقط كنقطة عبور للأسلحة بل أيضًا كأداة لتعزيز النفوذ في مواجهة الولايات المتحدة. ويضيف أن قادة الميليشيات العراقية متورطون في تهريب الأموال وغسيلها في لبنان، مما يجعل حزب الله يملك نفوذًا قويًا عليهم.
ويبلغ عدد الميليشيات الموالية لإيران في العراق نحو 70 فصيلًا، من بينها مجموعات بارزة مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله، التي حصلت على أسلحة متطورة وطائرات مسيّرة من إيران. ويرى الخبير السياسي عمر عبد الستار أن هذه الميليشيات ستدخل على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل، معتبرًا أن الصراع معها يمثل قضية وجودية بالنسبة لها.
ويشير عبد الستار إلى احتمال تكرار سيناريو لبنان في العراق وسوريا من خلال التوصل لاتفاقيات وقف إطلاق نار برعاية دولية، لتجنب اندلاع حرب إقليمية واسعة. في المقابل، يعتقد الخبير علاء النشوع أن المرحلة المقبلة ستشهد تقويضًا لنفوذ إيران في المنطقة، وأن ميليشيات “الظل” العراقية ستكون الورقة الأخيرة التي ستلجأ إليها إيران في الضغط على خصومها.