سباق الدعم العسكري: روسيا تعتمد على كوريا الشمالية وأوكرانيا تتجه لكوريا الجنوبية
شهدت الفترة الأخيرة تعميق العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية، حيث اتجهت بيونغ يانغ إلى تزويد موسكو بالأسلحة وإرسال جنود لدعم المجهود الحربي الروسي ضد أوكرانيا.
التقارير الغربية أكدت أن هذه الإمدادات شملت آلاف الجنود الكوريين الشماليين الذين تم تعيينهم في وحدات روسية مختلفة، منها الألوية الجوية والبحرية، للمشاركة في تدريبات تكتيكية وحتى عمليات قتالية فعلية في مناطق مثل كورسك الروسية الحدودية.
وعلى الرغم من عدم تأكيد موسكو أو بيونغ يانغ لهذه المعلومات، فإن كوريا الشمالية أكدت في أكتوبر الماضي أن أي تدخل عسكري يتم وفقًا للقانون الدولي.
كوريا الجنوبية تراجع استراتيجيتها تجاه أوكرانيا
في مواجهة الدعم العسكري المتزايد من كوريا الشمالية لروسيا، تتجه كوريا الجنوبية لتعديل سياستها التقليدية التي تمنعها من تصدير الأسلحة إلى الدول المنخرطة في نزاعات.
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، في وقت سابق من هذا الشهر أن بلاده لا تستبعد إمكانية تقديم دعم عسكري مباشر لأوكرانيا إذا استمرت بيونغ يانغ في تزويد روسيا بالأسلحة والجنود.
وأوضح أن هذه الخطوة ستتم بناءً على مستوى تدخل كوريا الشمالية، وستكون جزءًا من استراتيجية متدرجة لتقديم الدعم.
زيارة أوكرانية إلى كوريا الجنوبية لطلب المساعدة
في خطوة استباقية، قررت أوكرانيا إرسال وفد رفيع المستوى بقيادة وزير الدفاع رستم عمروف إلى كوريا الجنوبية، بهدف طلب الدعم العسكري والمعلومات الاستخباراتية.
من المتوقع أن يلتقي الوفد بالرئيس الكوري الجنوبي، لبحث إمكانيات التعاون العسكري، وخاصة في ظل تصاعد التحديات التي تواجهها كييف بسبب الدعم الكوري الشمالي لروسيا، كما يسعى الوفد الأوكراني إلى تقديم تقارير استخباراتية بشأن تفاصيل نشر القوات الكورية الشمالية في روسيا، ما قد يساعد سيول في اتخاذ قرارات حاسمة لدعم أوكرانيا.
تحول في سياسات سيول الدفاعية
كوريا الجنوبية تُعتبر من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، لكنها حتى الآن اتبعت سياسة واضحة بعدم التورط في نزاعات دولية بتصدير الأسلحة بشكل مباشر ،إلا أن الموقف الجديد قد يشهد تحولاً جذريًا، خاصة مع زيادة تدخل كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية. سيول تدرس الآن جميع الخيارات، بما في ذلك إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا، كجزء من استراتيجيتها للردع الإقليمي ومواجهة أي تهديد محتمل من جارتها الشمالية.
الآثار المحتملة لتصاعد التدخلات الدولية
الدعم الكوري الشمالي لروسيا قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في الحرب الأوكرانية، مع احتمال استقطاب دول جديدة إلى الصراع.
في الوقت ذاته، تشير التحركات الأوكرانية للحصول على دعم من كوريا الجنوبية إلى سعيها لموازنة المعادلة العسكرية أمام روسيا.
ومع استمرار عمليات الدعم العسكري من قبل الدول الحليفة للطرفين، قد يتجه الصراع إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، مع زيادة الضغط على المجتمع الدولي للتدخل وضبط التصعيد.