ما هي الخطوة التالية لكامالا هاريس بعد مغادرتها البيت الأبيض؟
بينما تتهيأ للرحيل عن البيت الأبيض بعد خسارتها أمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تثار العديد من التساؤلات حول الخطوات المقبلة التي قد تتخذها نائبة الرئيس كامالا هاريس.
رغم هزيمتها، تشير استطلاعات الرأي المبكرة إلى أن الكثير من الديمقراطيين يتطلعون لرؤيتها مجددًا في السباق الرئاسي عام 2028. ومع ذلك، يتكهن البعض في الحزب بأن هاريس قد تختار منصبًا آخر أو تسلك طريقًا خارج السياسة الانتخابية لمواصلة تعزيز مقاومة ولاية ترامب الثانية.
قالت كيت مايدر، الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية، إنه ما زال أمامها مستقبل طويل. إنها شابة في السياسة الأمريكية، وأعتقد أن الناس متحمسون لمعرفة ماذا ستفعل بعد ذلك، فهي بنت قاعدة جماهيرية قوية، وهذا سيستمر بعد الانتخابات.
ليلة «مؤلمة»
كانت ليلة الانتخابات مؤلمة للديمقراطيين، حيث فاز ترامب في الولايات المتأرجحة وحقق تقدمًا في معاقل الديمقراطيين، فيما تحول معظم البلاد نحو اليمين. كما تمكن الحزب الجمهوري من تأمين الكونغرس، مما يمهد الطريق لثلاثية من السلطة في واشنطن في العام المقبل، بحسب صحيفة ذا هيل الأمريكية. ومع ذلك، في خطابها الذي اعترفت فيه بالهزيمة، أكدت هاريس أنها لن تتخلى أبدًا عن “القتال الذي غذّى” مسعاها نحو ترشيحها.
وأضافت مايدر أن نائبة الرئيس البالغة من العمر 60 عامًا لا تزال تحتفظ بروح القتال. سواء في السياسة العامة أو في القطاع الخاص، أعتقد أننا بحاجة للانتظار لمعرفة الخطوات القادمة.
ويشير جويل جولدشتاين، أستاذ قانون في جامعة سانت لويس، إلى أن هاريس تنتمي إلى مجموعة صغيرة من نواب الرئيس الذين حاولوا الترشح للرئاسة بعد هزيمتهم، واختار كل منهم مسارًا مختلفًا بعد ذلك. على سبيل المثال، خاض ريتشارد نيكسون محاولة فاشلة لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا قبل فوزه بالبيت الأبيض في 1968، وعاد هيوبرت همفري إلى مجلس الشيوخ، بينما ركز آل جور على النشاط البيئي وحصل على جائزة نوبل للسلام.
وقال جولدشتاين: هناك العديد من الخيارات أمام هاريس. إذا أرادت الاستمرار في الساحة السياسية، فذلك أمر متاح لها. وقد أظهر استطلاع للرأي من معهد بيركلي وصحيفة لوس أنجلوس تايمز هذا الشهر أن حوالي نصف الناخبين في كاليفورنيا سيدعمونها إذا قررت الترشح لحاكم الولاية في 2026.
وأضاف جيم كيسلر، أحد مؤسسي مركز ثيرد واي: إذا قررت الترشح للرئاسة في 2028، فستكون بداية قوية، فقد تكون قادرة على جمع الأموال ولديها قاعدة دعم جيدة.
لكن الميدان الرئاسي لعام 2028 مليء بالفعل بعدد من الشخصيات البارزة من الحزب الديمقراطي، مثل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ميشيغان جريتشن ويتمر، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، ووزير النقل بيت بوتيجيج، مما قد يصعب على هاريس استعادة الزخم الذي كانت تتمتع به هذا العام.
وقال الخبير الاستراتيجي فريد هيكس: أعتقد أنها ستواجه صعوبة في الفوز بالانتخابات التمهيدية في 2028، خاصة مع وجود العديد من المرشحين المحتملين. ومع ذلك، أشار إلى أن الترشح لحاكم ولاية كاليفورنيا قد يكون فرصة لها، حيث يُنظر إلى الولاية باعتبارها معقلًا لمقاومة ولاية ترامب الثانية.
وفيما يتعلق بمستقبلها السياسي، أشار هيكس إلى أن الترشح لحاكم كاليفورنيا قد يبعد هاريس عن السباق الرئاسي في 2028، لكنه لا يعني بالضرورة أنها لن تحاول الترشح مرة أخرى في 2032، بالنظر إلى فارق العمر الكبير بينها وبين ترامب وبايدن.
وأكد المحامي والخبير الديمقراطي أبو عمارة أن الهدف الأول بالنسبة لهاريس هو الحفاظ على مرونتها بينما تتقدم. ورغم أن الوقت ما زال مبكرًا للتفكير في خطوتها القادمة، يتفق الخبراء والناشطون الديمقراطيون على أن هاريس ستظل قوة مؤثرة في الحزب بعد انتخابات 2024.
وختمت مايدر قائلة: أعتقد أنها تستحق وقتًا للتفكير في خطواتها المقبلة. لقد أثبتت للحزب وللأمة أنها تمتلك القدرة على القيادة والجيل القادم من القيادة الذي يحتاجه الحزب.