أخصائية تغذية: كيف تؤثر السمنة على الجسم والأمراض المصاحبة لها؟
السمنة والنحافة هما حالتان تتعلقان بتوزيع الدهون والوزن في الجسم. السمنة هي زيادة مفرطة في كمية الدهون المخزنة في الجسم، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والسكري وضغط الدم المرتفع.
أما النحافة، فهي حالة انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي، وقد تنجم عن سوء التغذية أو مشاكل صحية تؤثر في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، مما قد يسبب ضعف المناعة ومشاكل صحية أخرى.
وتجاوب الدكتورة دعاء محمد السيد، مديرة “مركز أرينو بدي سليم للاستشارات الغذائية”، عن أسئلة موقع “خبر اليوم” الإخباري، فيما يتعلق بموضوعات السمنة والنحافة، التي يهتم بها الجميع، حيث لها تأثير كبير على الافراد والمجتمع. وفيما يلي الأسئلة وإجاباتها من الدكتورة:
ماهي السمنة؟
لتلخيص الفكرة، الإنسان الذي يعاني من السمنة هو من يمتلك نسبة عالية من الأنسجة الدهنية ويكون مؤشر كتلة جسمه أكبر من 30. ومؤشر كتلة الجسم هو مقياس يُستخدم لتحديد الوزن بالنسبة للطول. يمكن أن تؤدي الزيادة في الأنسجة الدهنية إلى مشاكل صحية خطيرة مثل: داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الدهون في الدم.
تعد السمنة من أكثر الحالات الطبية انتشارًا في المجتمعات الغربية حاليًا، وهي من أصعب الحالات التي تتطلب علاجًا ومكافحة. رغم أنه لم يتحقق تقدم كبير في علاج السمنة باستثناء تعديل أسلوب الحياة، فقد تم جمع العديد من المعلومات حول العواقب الصحية المرتبطة بها.
فعلاً، هذه مسألة خطيرة جدًا. ومن الجيد أن نتحدث عن أعراض السمنة
تشخص السمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر. لحساب مؤشر كتلة الجسم، قم بقسمة وزنك بالكيلوغرام على مربع طولك بالمتر. فيما يلي جدول يوضح تصنيف مؤشر كتلة الجسم:
ويعد مؤشر كتلة الجسم تقديرًا جيدًا لدهون الجسم لدى معظم الأشخاص، إلا أنه لا يقيس الدهون بشكل مباشر. لذلك، قد يظهر لدى بعض الأشخاص، مثل الرياضيين ذوي الكتلة العضلية الكبيرة، مؤشر كتلة جسم في فئة السمنة رغم عدم وجود دهون زائدة في الجسم.
ماهي أسباب وعوامل خطر السمنة؟
من أبرز أسباب السمنة:
- الخمول البدني
الأشخاص الخاملون يستهلكون سعرات حرارية أقل مقارنة بالنشطين. تشير الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين قلة النشاط البدني وزيادة الوزن في كلا الجنسين. - الإفراط في تناول الطعام
زيادة الوزن تحدث نتيجة الإفراط في الطعام، خاصةً عندما يحتوي النظام الغذائي على كميات كبيرة من الدهون. الأطعمة مثل الوجبات السريعة، الأطعمة المقلية، والحلويات تحتوي على طاقة كثيفة، مما يعني أنها تحتوي على سعرات حرارية عالية بكميات صغيرة. - الوراثة
زيادة احتمال الإصابة بالسمنة يكون أكبر إذا كان أحد الوالدين أو كليهما يعاني من السمنة. وتؤثر الوراثة أيضًا في الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدهون. على سبيل المثال، نقص هرمون اللبتين، الذي يتحكم في الوزن عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ لتقليل تناول الطعام عندما تتراكم الدهون في الجسم، يمكن أن يؤدي إلى السمنة إذا كانت إشاراته غير فعالة. - نظام غذائي غني بالكربوهيدرات البسيطة
يؤدي استهلاك الكربوهيدرات البسيطة مثل السكريات والفركتوز إلى زيادة الوزن من خلال زيادة مستويات الغلوكوز في الدم، مما يحفز إفراز الأنسولين الذي يعزز نمو الأنسجة الدهنية. - تواتر الأكل
وهي العلاقة بين تكرار تناول الطعام وزيادة الوزن مثيرة للجدل. أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات صغيرة بشكل متكرر لديهم مستويات كوليسترول وسكر دم أكثر استقرارًا مقارنة بمن يتناولون وجبات كبيرة أقل تكرارًا. - الأدوية
بعض الأدوية قد تساهم في زيادة الوزن مثل مضادات الاكتئاب، مضادات الاختلاج، أدوية السكري، الهرمونات مثل موانع الحمل الفموية، والستيرويدات القشرية. - العوامل النفسية
العواطف مثل التوتر، الغضب، والحزن قد تدفع بعض الأشخاص إلى تناول الطعام بشكل مفرط. حوالي 30 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الوزن يعانون من اضطرابات الأكل بنهم. - الأمراض
بعض الحالات الصحية مثل قصور الغدة الدرقية، مقاومة الأنسولين، متلازمة تكيس المبايض، ومتلازمة كوشينغ قد تساهم في زيادة الوزن. - القضايا الاجتماعية
مشاكل اجتماعية مثل قلة المال لشراء الأطعمة الصحية أو نقص الأماكن المناسبة لممارسة الرياضة قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة.
ماهي مضاعفات السمنة؟
تشمل أهم المضاعفات الناتجة عن السمنة ما يلي:
- أمراض القلب والسكتات الدماغية
تزيد السمنة من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول غير الطبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. - داء السكري من النوع الثاني
تؤثر السمنة على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يرفع من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين ومرض السكري. - أنواع معينة من السرطان
تزيد السمنة من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، مثل سرطان الرحم، عنق الرحم، الثدي، القولون، المريء، الكبد، البنكرياس، الكلى، المرارة، والبروستات. - مشاكل في الجهاز الهضمي
تزيد السمنة من احتمالية الإصابة بحرقة المعدة، أمراض المرارة، ومشاكل في الكبد. - مشاكل في الصحة الإنجابية والجنسية
يمكن أن تؤدي السمنة إلى العقم وعدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، كما يمكن أن تتسبب في ضعف الانتصاب لدى الرجال. - توقف التنفس أثناء النوم
الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب خطير حيث يتوقف التنفس ويتكرر مرارًا أثناء النوم. - أعراض حادة عند الإصابة بكوفيد-19
تزيد السمنة من احتمالية ظهور أعراض شديدة في حالة الإصابة بفيروس كورونا، وقد يتطلب الأمر علاجًا في وحدة العناية المركزة أو دعمًا تنفسيًا.
كيفية تشخيص السمنة؟
تشمل أساليب التشخيص ما يلي:
- التاريخ الصحي
قد يقوم الطبيب بمراجعة تاريخ وزنك، محاولاتك السابقة لإنقاص الوزن، مستوى نشاطك البدني، عادات التمرين، نمط تناول الطعام، قدرتك على التحكم في الشهية، الحالات الصحية السابقة، الأدوية التي تستخدمها، مستويات التوتر، وأي مشاكل صحية أخرى قد تؤثر على صحتك. كما قد يستعرض الطبيب التاريخ الصحي لعائلتك لمعرفة ما إذا كنت عرضة للإصابة ببعض الحالات المرضية. - الفحص الجسدي العام
يتضمن هذا قياس طولك وفحص العلامات الحيوية مثل: معدل ضربات القلب، ضغط الدم، درجة الحرارة، الاستماع إلى القلب والرئتين، وفحص البطن. - قياس محيط الخصر
تخزين الدهون حول منطقة الخصر، والتي تُسمى أحيانًا الدهون الحشوية أو دهون البطن، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. النساء اللواتي يتجاوز محيط خصورهن 89 سم، والرجال الذين يتجاوز محيط خصورهم 102 سم، قد يكونون أكثر عرضة لمخاطر صحية مقارنة بالأشخاص ذوي الخصر الأصغر. من المهم قياس محيط الخصر مرة واحدة على الأقل سنويًا. - تحاليل الدم
تتوقف الفحوصات التي قد تخضع لها على حالتك الصحية وعوامل الخطر الخاصة بك، بالإضافة إلى الأعراض التي قد تشعر بها. من ضمن هذه الفحوصات قد تكون اختبارات الكوليسترول، وظائف الكبد، مستوى السكر في الدم أثناء الصيام، واختبارات الغدة الدرقية، وغيرها.
ماهي طرق علاج السمنة؟
أهم طرق العلاج تشمل:
- ممارسة الرياضة
تعد التمارين الرياضية أمرًا أساسيًا للمحافظة على فقدان الوزن وعلاج السمنة على المدى الطويل، حيث يؤدي النشاط البدني إلى زيادة استهلاك الجسم للسعرات الحرارية. ورغم أن ممارسة الرياضة بمفردها قد تؤدي إلى خسارة محدودة في الوزن، فإن أهميتها تكمن في أنها تساعد في الحفاظ على الوزن المفقود بمرور الوقت. يُنصح اليوم بممارسة نشاط بدني معتدل لمدة ساعة يوميًا. - علاج السمنة بالأدوية
تمت الموافقة على عدد محدود جدًا من الأدوية الموصوفة لعلاج السمنة، والتي تُستخدم لتخفيف الوزن. يُوصى باستخدام هذه الأدوية كجزء من خطة علاج شاملة بدلاً من الاعتماد عليها كوسيلة وحيدة لفقدان الوزن. كما أن للأدوية آثارًا جانبية متعددة، مثل:
- جفاف الفم
- الإمساك
- الدوخة
- الأرق
- الإسهال
- اضطرابات في الجهاز الهضمي
- العلاج الجراحي
يمكن للأشخاص الذين يعانون من السمنة ولديهم مؤشر كتلة جسم يزيد عن 40 الخضوع لعمليات جراحية في المعدة للمساعدة في فقدان الوزن. ومع ذلك، فإن الانخفاض المتوقع في الوزن يصل إلى حوالي 50 في المئة من الوزن الأساسي، ويترافق مع مخاطر ومضاعفات خطيرة، مثل:
- عدوى في الصفاق
- حصوات في القناة الصفراوية
- نقص في الفيتامينات
ما أبرز النصائح للوقاية من السمنة؟
أبرز طرق الوقاية المعتمدة:
- تناول خمس وجبات صغيرة خلال اليوم.
- الابتعاد عن الأطعمة المصنعة.
- تقليل استهلاك السكر.
- تقليل استخدام المحليات الصناعية.
- تجنب الدهون المشبعة.
- تحضير الطعام في المنزل.
- تجربة النظام الغذائي النباتي.
هل هناك روشتة عامة للحفاظ على الصحة؟
أولا: كُل في البيت، ثانيًا: افهم اكلك وأعرف ما يضرك وما ينفعك، ثالثًا: البعد عن المقليات والأكلات المحفوظة، كُل أكل طبيعي، رابعًا: النوم الكافي والاستيقاظ مبكرًا، خامسًا: ابعد عن السكر والحلويات قدر المستطاع، تجنب التوتر العصبي، أهم نقطة: نفسي الناس تنسي الرجيم، أنا ضد كلمة دايت أنا مع نمط غذائي صحي مدي الحياة.