أخبار دولية

اليد المميتة: نظام الردع النووي الروسي

مع تزايد التوترات بين روسيا ودول الغرب، خصوصًا أعضاء حلف الناتو، تصدرت روسيا المشهد مجددًا بقرار الرئيس فلاديمير بوتين تحديث العقيدة النووية للبلاد.

جاءت هذه الخطوة في ظل استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى بدعم أميركي لضرب الداخل الروسي.

وبينما نددت واشنطن بما وصفته بـ”الخطاب الروسي غير المسؤول”، أكد بوتين أن تخفيف قواعد الضربات النووية يعزز الردع.

آلة يوم القيامة: الأسطورة والواقع

نظام “اليد المميتة”، المعروف أيضًا بآلة يوم القيامة، يمثل رادعًا نوويًا فريدًا. ورغم عدم الاعتراف الرسمي من روسيا بوجوده، يُعتقد أن هذا النظام صُمم خلال الحرب الباردة ليطلق مئات الصواريخ النووية تلقائيًا حال القضاء على القيادة الروسية.

يعتمد النظام على استشعار هجوم نووي وشيك أو جارٍ، ليطلق آلاف الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لضمان تدمير العدو ، في حال استمرار الهجوم، ينتقل إلى المرحلة الثانية بإطلاق قنابل نووية حرارية.

تطور النظام: فكرة أميركية المنشأ

الغريب أن فكرة نظام مماثل تعود إلى الفيزيائي النووي الأميركي هيرمان خان، الذي ناقشها في كتابه عام 1960.

رأى خان أن نظامًا تلقائيًا كهذا يخلق ردعًا قويًا لأن غياب التدخل البشري يجعل العدو مترددًا في توجيه أي ضربة نووية. ومع أن الولايات المتحدة لم تبنِ هذا النظام فعليًا، إلا أن عقيدة “التدمير المتبادل المؤكد” (MAD) كانت أساس استراتيجيتها النووية.

السرية والمخاوف

في عام 1993، كشف خبير أميركي أن الاتحاد السوفييتي طوّر بالفعل آلة يوم القيامة في الثمانينيات، ويُعتقد أنها لا تزال تعمل حتى اليوم. تأكيدات قليلة صدرت عن مسؤولين سوفييت سابقين، بينما نفى آخرون ذلك.

أما الصحافي الأميركي ديفيد هوفمان فقد نشر تفاصيل في كتابه “اليد الميتة: القصة غير المروية لسباق التسلح في الحرب الباردة وإرثها الخطير”.

النظام الروسي اليوم

في ظل النقاش الدائر، يبقى نظام “اليد المميتة” رمزًا لقوة الردع النووي الروسي، ويثير قلق العالم بشأن مخاطر التصعيد النووي في حال حدوث مواجهة شاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى