إدارة «ترامب» الجديدة: ائتلاف متنوع يجمع الولاء فوق الأيديولوجيا
تشبه إدارة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، حكومة ائتلافية أوروبية، تجمع تيارات أيديولوجية متنوعة تحت مظلة «ماغا» الكبرى.
تشبه إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بشكل عام حكومة ائتلافية على الطراز الأوروبي، حيث تضم مجموعة مذهلة من المنافسين الأيديولوجيين المتحدين في نفس الوقت تحت مظلة ماغا MAGA الكبرى.
والإدارة القادمة حتى الآن لديها القليل من كل شيء: الانعزاليون والصقور والشعبويون والمصرفيون واثنان من الديمقراطيين الذين ترشحوا للرئاسة ضد ترامب.
وأشاد المؤيدين لترامب بالمزيج الانتقائي من المرشحين، قائلين إنه يعكس النطاق الواسع من الأميركيين الذين صوتوا بشكل حاسم لصالح واشنطن الجديدة. وربما في هذا النوع من الائتلافات غالبا قد تتزايد الخلافات، لكنه ليس شرطا إذا كان الولاء هو المعيار الذي اتبعه ترامب لتجنب ما حدث في إدارته الأولى.
وتشير اختيارات ترامب إلى وجود 3 فصائل على الأقل في الائتلاف الجمهوري الجديد مع ما يكفي من الدعم لضمان التمثيل في إدارته.
أولًا: القوميون وشعارهم “أميركا أولاً”
هؤلاء هم المؤمنون الحقيقيون المكلفون بأعلى حقائب الأولوية لدى ترامب.
وسيتولى مات غيتز المرشح لمنصب المدعي العام مهمة وزارة العدل، حيث سيعمل كضابط شرطة مخلص لترامب، بالإضافة إلى كونه المسؤول الأعلى لإنفاذ القانون في البلاد.
مات غيتز
ويتطلع بيت هيجسيث المرشح لمنصب وزير الدفاع إلى إجراء إصلاح ثقافي في البنتاغون، حيث تعهد بإلغاء برامج التنوع، وطرد الجنرالات “المصابين بالفيروس اليساري”.
وسيكون توم هومان مسؤول الحدود، ومستشار الهجرة ستيفن ميلر، من المتحمسين لما يقول ترامب إنه سيكون أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة.
ثانيًا: المحافظون المؤسسون
لقد تم إضعاف هذه القوى التي هيمنت في أول حكومة لترامب مثل نائب الرئيس السابق مايك بنس، ووزير الخزانة ستيفن منوشين، ومستشار الأمن القومي جون بولتون.
وساعدت مجموعة من التعيينات المبكرة في تهدئة الأجواء، وشملت السيناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، والنائب مايكل والتز لمنصب مستشار الأمن القومي، والنائبة إليز ستيفانيك لمنصب سفيرة الأمم المتحدة.
ثالثًا: الديمقراطيون المنشقون
هذه الفئة اكتسبت حبًا من قاعدة ترامب باعتبارهم مناهضين للحروب. ولكن من المرجح أن يتسببوا في حدوث تصدعات بالائتلاف.
من أبرزهم الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” وشركة “تسلا”، المكلف من خارج الحكومة بتقليص البيروقراطية الفيدرالية، وقد التصق بترامب ولعب دورا في اختيار شخصيات أخرى بالإدارة القادمة.
ترامب وماسك
ومن هذه الفئة روبرت كينيدي جونيور، المتشكك في اللقاحات، والذي أثار معارضة بعض المحافظين بسبب دعمه لحقوق الإجهاض. وتتعارض رؤيته لتنظيم صناعة الأدوية أيضًا مع آراء فيفيك راماسوامي، شريك ماسك في تقليص نفقات الحكومة.
أما النائبة السابقة تولسي جابارد، المرشحة لرئاسة مجتمع الاستخبارات الأميركي، فهي مناهضة قوية للتدخل في أزمات خارجية، وانتقدت صقور الجمهوريين ووصفتهم بأنهم “محرضون على الحرب” بما في ذلك روبيو، الذي ستشارك معه طاولة في اجتماعات مجلس الوزراء.
وعلى النقيض من عام 2017، فإن كل مرشح من مرشحي ترامب سوف يدخل الحكومة بعيون مفتوحة على ما يقدره الرئيس أكثر من الأيديولوجية أو الفكر: إنه الولاء. وهذا وحده من شأنه أن يضمن عاما أول أكثر سلاسة.