«ترامب» و«ماسك»: علاقة معقدة بين أقوى وأغنى رجل في العالم
بعد فوز «ترامب» في الانتخابات، أصبحت علاقته بإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـ«تسلا» و«سبيس إكس»، محط أنظار.
بدلًا من متابعة إطلاق أكبر صاروخ في العالم، اتجهت الأنظار نحو العلاقة بين دونالد ترامب، أقوى رجل في العالم، وإيلون ماسك، أغنى رجل فيه.
منذ فوز «ترامب» في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يبدو «ماسك»، الرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا» و«سبيس إكس»، مستمتعًا بانعكاس مجد «ترامب» عليه، فكان موجودًا في غالبية الفعاليات وكأنه فرد من العائلة، حتى أنه ظهر في الصورة الموسعة لعائلة الرئيس المنتخب ويبدو أن الوقت قد حان ليشارك قطب التكنولوجيا بعضًا من هالته الخاصة مع حليفه الجديد، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.
ارتدى «ترامب» قبعة حمراء تحمل الرقمين 45 و47، في إشارة إلى فترتي حكم «ترامب» السابقة والقادمة، ومكتوب عليها لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا ووقف يتابع عملية الإطلاق وهو يضغط على فكيه، وعيناه تضيقان في مواجهة الوهج حيث كان يدرك بالتأكيد أن الشاشات المنقسمة للتليفزيون ستربطه بإقلاع الصاروخ فبدا وكأنه يدعي بعض الفضل لنفسه.
كان المشهد المذهل لمركبة «ستارشيب» وهي تنطلق من منصة الإطلاق وتدور حول العالم في غضون دقائق لتهبط بحذر، بقدميها أولًا، في المحيط الهندي، شهادة على عبقرية «ماسك»، الذي أحدث ثورة في صناعة الفضاء، وأعاد إحياء برنامج رحلات الفضاء المأهولة وفي طريقه لإعادة البشر إلى القمر والمريخ.
قد يفسر هذا المشهد لماذا يريد «ترامب» «ماسك»، حيث يعتقد الرئيس المنتخب أن لديه تفويض لتفجير البيروقراطية الفيدرالية مثل صواريخ صديقه الجديد الذي كلفه بوزارة كفاءة الحكومة الجديدة.
مع ذلك فهناك مشكلة ضخمة في الارتباط الكبير بين الرجلين. فالملياردير المولود في جنوب أفريقيا له دور كبير في استكشاف الفضاء والأمن القومي الأمريكي وصناعة المركبات الكهربائية ويمكن أن يمنحه «ترامب» مزايا غير عادية وبالتالي قد يكون «ماسك»، من خلال دوره الجديد في الحكومة قادرت على القضاء على اللوائح التي تعيق أعماله.
ليس من الصعب معرفة سبب إعجاب «ترامب» بـ«ماسك» فهو ديناميكي وعبقري كما أن تودد أغنى إنسان في العالم للرئيس المنتخب ودعمه الكبير له خلال الانتخابات يعزز الأنا لدى «ترامب».
رغم أنه من غير المعتاد أن يبدو «ترامب» منبهرًا بشيء آخر غير نفسه، لكن تقديره المعجب بصواريخ «ماسك» يبدو حقيقيًا تمامًا ومع ذلك، فإن الأمر يتعلق بأكثر من مجرد المال وأحلام الفضاء.
ضمن «ترامب» من خلال التقارب مع «ماسك»، الوصول إلى ثقافة فرعية شابة ذكورية حيث يُنظر إلى رائد «تسلا» باعتباره رمزًا كما منحت الصداقة بين الرجلين مصداقية لـ«ترامب» بين صناع الرأي الآخرين الذين يصلون إلى هذه الفئة السكانية، وهو ما اتضح في ظهوره في برامج «يوتيوب» و«البودكاست» مع جو روجان، وفرقة نيلك بويز، وثيو فون وبارستول سبورتس. كل هذا ساعد في تحسين موقف «ترامب» في الانتخابات بين الناخبين الشباب الذكور الذين يمثلون كتلة انتخابية يكافح الديمقراطيون للوصول إليها.
كانت زيارة «ترامب» لمنصة إطلاق «ماسك» أيضًا أحدث مناسبة منذ الانتخابات للحصول على لقطات فوتوغرافية مميزة فرغم أن خصومه السياسيين اعتبروا أن اهتزازه على المسرح علامة على تدهور صحته الإدراكية، تبنى الرياضيون حركات الرئيس المتأرجحة وباتت رقصته طريقتهم للاحتفال بالانتصار في مبارياتهم الكبرى.
رغم صداقتهما الناشئة، أصبح من المألوف التكهن بموعد انفجار علاقة «ترامب» و«ماسك» لأن كلا منهما فظ ويحتاج أن يكون نجمًا في سمائه لذا فمن الصعب أن يحافظ أي منهما على صداقة وثيقة.
قد لا يكون «ترامب» على استعداد لدفع الثمن السياسي المتمثل في تسريح أعداد كبيرة من العمال الفيدراليين، وفقدان الإنتاجية وفشل البرامج الحكومية التي قد تتسبب فيها سياسات «ماسك».
اعتبر البعض أن نكات «ترامب» الأخيرة بأنه لا يستطيع التخلص من «ماسك» من مار إيه لاغو مجرد علامة على أن الترحيب به أصبح ضعيفًا.