اختراع جهاز مبتكر لاكتشاف الزهايمر في مراحله المبكرة
نجح فريق من العلماء الكنديين في تطوير جهاز جديد يمكنه الكشف عن مرض الزهايمر في مراحل مبكرة من خلال الاستماع إلى ذبذبات دقيقة وحساسة تصدر عن الأذن.
يعتقد الباحثون أن هذه الإشارات، التي تخرج من الأذن، قد تكون مؤشراً مهماً للإصابة بالمرض قبل أن تظهر الأعراض السريرية. هذا الاكتشاف تم على يد فريق من جامعة “دارتموث” ومدرسة التكنولوجيا العليا في كيبيك، كندا.
كيف يعمل الجهاز؟
يعتمد الجهاز على دراسة اهتزازات صغيرة تحدث في طبلة الأذن نتيجة حركات العين السريعة.
وقد لاحظ العلماء أن الأشخاص المصابين بالزهايمر يعانون من صعوبة في إتمام حركات العين السريعة. يلتقط جهاز “هيرابل” هذه الاهتزازات، التي يمكن أن تساعد في تتبع صحة العين والأذن معاً. يأمل العلماء أن يكون الجهاز الجديد أداة فعّالة للكشف المبكر عن مرض الزهايمر بتكلفة منخفضة وسهولة في الاستخدام.
التقنيات الحالية للكشف عن الزهايمر
يتم حالياً استخدام تقنيات فحص العين للكشف عن مرض الزهايمر، حيث يبحث الأطباء عن تغييرات في شبكية العين وحركات العين السريعة.
الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر قد يجدون صعوبة في تحريك أعينهم بين الأشياء بسرعة أو قد يتوجهون للنظر في الاتجاهات الخاطئة.
على الرغم من أن هذه التغيرات تشير إلى الإصابة بالمرض، فإن أدوات قياس هذه التغيرات قد تكون باهظة الثمن وغير متوفرة على نطاق واسع. ولذلك، يأتي جهاز الأذن الجديد كبديل أرخص وأكثر فعالية في التشخيص.
الجهاز الجديد يقدم بديلاً منخفض التكلفة
واحدة من أبرز مزايا الجهاز الجديد هو تكلفته المنخفضة مقارنة بفحوص العين التقليدية. بدلًا من الحاجة إلى معدات مكلفة لتتبع حركات العين، يمكن للجهاز الاستماع إلى اهتزازات الأذن بشكل دقيق، مما يسهل اكتشاف أنماط الصوت التي قد تشير إلى بداية مرض الزهايمر. هذا يمكن أن يؤدي إلى تشخيص مبكر بتكلفة منخفضة، ما يجعل الأمر في متناول المزيد من المرضى.
أهمية التشخيص المبكر في مكافحة الزهايمر
في الولايات المتحدة، يُصاب حوالي 6.7 مليون شخص بمرض الزهايمر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 13 مليونًا بحلول عام 2050.
الزهايمر هو أحد أنواع الخرف التي تؤثر على الذاكرة، الحكم، المزاج، والشعور بالاتجاه، مما يؤثر على قدرة الشخص على اتخاذ قراراته وأداء المهام اليومية.
بما أن أعراض المرض تظهر تدريجيًا وغالبًا ما تكون غير ملحوظة في المراحل المبكرة، فإن التشخيص المتأخر يؤدي إلى ضياع الفرص العلاجية المهمة. ورغم عدم وجود علاج شافٍ للمرض، فإن العلاجات المبكرة يمكن أن تساعد في تأخير تطور الأعراض.
التطور التكنولوجي في الكشف المبكر عن الزهايمر باستخدام جهاز الأذن يمثل خطوة هامة نحو تحسين التشخيص المبكر وتقديم حلول أكثر اقتصادية للأفراد الذين يعانون من المرض.
هذا الابتكار قد يساعد في إنقاذ الأرواح من خلال تسهيل الوصول إلى الفحوصات اللازمة في وقت مبكر، مما يساهم في تحسين نوعية الحياة للمصابين.