بايدن يُشعل جدلاً سياسيًا بشأن أوكرانيا
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي.
القرار، الذي جاء قبل أسابيع قليلة من تسليم بايدن السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، قوبل بموجة انتقادات حادة، خصوصاً من الجمهوريين، الذين اعتبروا أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق لنشوب حرب عالمية ثالثة.
الجمهوريون يطلقون تحذيرات صارخة
انتقد نجل الرئيس المنتخب ترامب القرار بشدة، مشيرًا في تغريدة نشرها عبر منصة “إكس” إلى أن “المجمع الصناعي العسكري يسعى لضمان اندلاع حرب عالمية قبل أن يتمكن والدي من إحلال السلام وإنقاذ الأرواح”.
أما مارجوري تيلور غرين، النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا والمعروفة بتأييدها لترامب، فقد وصفت القرار بمحاولة لإشعال صراع عالمي. وقالت في منشور عبر حسابها: “يحاول بايدن قبيل مغادرته البيت الأبيض إشعال حرب عالمية ثالثة بالسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ طويلة المدى داخل الأراضي الروسية”.
قرار استراتيجي قبل تسليم السلطة
مصادر أمريكية كشفت أن بايدن استجاب أخيرًا لطلب كييف الذي طال انتظاره، حيث طالبت أوكرانيا مراراً وتكراراً بالسماح باستخدام نظامي “ستورم شادو” البريطاني و”أتاكمس” الأمريكي لضرب مواقع روسية استراتيجية. يأتي هذا القرار وسط انتقادات ترامب المستمرة لدعم الولايات المتحدة العسكري والمالي لأوكرانيا، مما قد يشكل نقطة تحول في السياسة الخارجية الأمريكية بمجرد تولي ترامب منصبه رسميًا.
أبعاد القرار العسكرية والتداعيات المحتملة
تمتلك الصواريخ الممنوحة لأوكرانيا قدرات تصل إلى مئات الكيلومترات، ما يمكّن القوات الأوكرانية من استهداف منشآت لوجستية ومطارات روسية. إلا أن موسكو حذرت مراراً من أن أي تحرك من هذا النوع سيواجه برد فعل قوي، وهو ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري خطير في الفترة المقبلة.
الرأي العام الأمريكي ومعارضة التدخل الخارجي
على الصعيد الداخلي، يرى الجمهوريون أن الشعب الأمريكي أوضح رفضه للمزيد من التدخلات الخارجية بانتخابه ترامب في 5 نوفمبر.
يطالب كثيرون بإعادة ترتيب الأولويات الوطنية والتركيز على المصالح الأمريكية بدلاً من تمويل صراعات دولية قد تؤدي إلى كوارث عالمية.
يبدو أن قرار بايدن الأخير بشأن أوكرانيا لن يمر دون تداعيات سياسية وعسكرية، سواء داخل الولايات المتحدة أو على الساحة الدولية.
ومع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يبقى السؤال: هل ستتغير السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا وروسيا جذريًا؟