أخبار دولية

تفاصيل لقاء دام لساعتين بالمكتب البيضاوي بين ترامب وبايدن

في خطوة غير تقليدية منذ إعادة انتخابه، التقى الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع الرئيس الحالي جو بايدن يوم الأربعاء في البيت الأبيض.

اللقاء الذي استمر لمدة ساعتين جرى في المكتب البيضاوي، حيث جلس الرئيسان جنبًا إلى جنب أمام نار مشتعلة في مشهد يعكس التعاون السياسي في وقت تعصف فيه التوترات بين الجانبين.

في هذا الاجتماع، تعهد كل من ترامب وبايدن بانتقال سلس للسلطة في يناير 2025، رغم العداء السياسي المستمر بينهما.

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أكدت أن الاجتماع كان “جوهرًا” حيث تمت مناقشة القضايا المهمة على صعيد الأمن القومي والسياسة الداخلية التي تواجه الولايات المتحدة والعالم. هذه المحادثات تأتي في وقت حساس حيث يواصل الرئيس ترامب تحدياته القانونية وخلفه حملة انتخابية حافلة بالانقسامات.

 قضايا الأمن القومي: أوكرانيا والشرق الأوسط

 

خلال اللقاء، تم تناول العديد من القضايا الأمنية الهامة، أبرزها الأزمة الأوكرانية. مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، أوضح أن بايدن أبلغ ترامب بأن دعم أوكرانيا يعد جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الولايات المتحدة للحفاظ على أمنها القومي، مشيرًا إلى أن أوروبا القوية والمستقرة هي خط دفاع ضد تهديدات محتملة للولايات المتحدة. في المقابل، تعهد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا سريعًا دون تقديم تفاصيل دقيقة حول الطريقة التي يخطط بها لذلك.

كما أشار ترامب في لقاءه مع بايدن إلى أنهما ناقشا الوضع في الشرق الأوسط بشكل موسع. وأوضح لصحيفة “نيويورك بوست” أنه سعى إلى معرفة آراء بايدن حول الوضع الحالي في المنطقة، خاصةً فيما يتعلق بالصراعات المستمرة والتحديات الجيوسياسية. ووصف ترامب النقاش بالودّي والمثمر، على الرغم من التباين الواضح في سياساتهما تجاه المنطقة.

 التأكيد على الانتقال السلمي للسلطة

تكتسب مراسم الانتقال السلمي للسلطة في الولايات المتحدة أهمية خاصة، حيث أكّد الرئيس بايدن على التزامه بتسهيل انتقال سلس وسريع للرئاسة.

وقال بايدن لترامب: “نتطلع إلى أن يكون لدينا، كما قلنا، انتقال سلس، وأن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من توفير ما تحتاجه. مرحبا بك، مرحبا بك مرة أخرى”. من جانبه، رد ترامب: “السياسة قاسية، ولا تكون في كثير من الأحيان عالما لطيفا للغاية، لكنها عالم لطيف اليوم، وأنا أقدر كثيرا انتقالا يكون سلسا قدر الإمكان، أقدر ذلك كثيرا يا جو”.

وقد كان اللقاء بمثابة تحول لافت في العلاقة بين الرئيسين، حيث تعهد ترامب بالعمل على ضمان الانتقال السلس بعد سنوات من الهجوم السياسي الحاد بين الطرفين. وهذا اللقاء يمثل فارقًا كبيرًا مقارنةً بالموقف الذي اتبعه ترامب بعد فوز بايدن في انتخابات 2020 عندما رفض المشاركة في أي انتقال للسلطة.

 زيارة جيل بايدن وتهنئة ميلانيا ترامب

في إطار بروتوكول الاستقبال، انضمت السيدة الأولى جيل بايدن إلى الرئيس بايدن في استقبال ترامب عند وصوله إلى البيت الأبيض.

وأكد البيت الأبيض أن جيل بايدن قدمت رسالة تهنئة مكتوبة بخط اليد لزوجة ترامب، ميلانيا ترامب، وأعربت عن استعداد فريقها للمساعدة في تسهيل عملية الانتقال.

هذه الزيارة، التي شهدت لحظات من التعاون والتفاهم بين الزوجين الرئاسيين، تمثل خطوة مهمة في تعزيز الاستقرار السياسي، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها كل من بايدن وترامب.

 التعيينات الجديدة في فريق ترامب

فيما يتعلق بالتحضيرات لفترة رئاسته المقبلة، أعلن ترامب عن تعيينات رئيسية في فريقه، حيث أعلن عن اختيار النائب الجمهوري مات غيتز لمنصب وزير العدل. وصرّح ترامب أن غيتز سيعمل على “وضع حد لاستخدام إدارتنا لأغراض سياسية”.

كما أكّد ترامب وعده الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بتعيين إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا ومنصة “إكس”، على رأس وزارة “الكفاءة الحكومية” المستحدثة.

وتهدف الوزارة إلى تقليص البيروقراطية الحكومية، خفض الهدر في النفقات، وإعادة هيكلة الوكالات الفدرالية.

كما أعلن ترامب عن تعيين تولسي غابرد، الجندية السابقة والمنشقّة عن الحزب الديمقراطي، لرئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات الأميركية، مشيرًا إلى أنها ستكون جزءًا من جهود تحسين السياسة الأمنية في البلاد.

 تعيينات أخرى في الفريق الرئاسي

بالإضافة إلى التعيينات السابقة، أعلن ترامب عن المزيد من التعيينات البارزة في إدارته القادمة، فقد تم اختيار مايك والتز، النائب الجمهوري في الكونغرس، ليكون مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، بينما تم تعيين بيت هيغسيث، وهو ضابط سابق في الجيش ومقدّم برامج في قناة “فوكس نيوز”، رئيسًا للبنتاغون.

وفيما يتعلق بالأمن الداخلي، أعلنت ترامب أنه سيختار كريستي نوم، حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية، لتولي وزارة الأمن الداخلي، والتي تشمل مسؤوليات كبيرة مثل الجمارك وحرس الحدود.

كما أكد ترامب على استمراره في تبني مواقف صارمة تجاه الهجرة، حيث وعد بخطط لعمليات طرد جماعي للمهاجرين غير القانونيين.

سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب

فيما يخص السياسة الداخلية، أعلنت وسائل الإعلام الأميركية أن الجمهوريين قد احتفظوا بالأغلبية في مجلس النواب بعد الانتخابات الأخيرة.

هذا الانتصار سيعزز قدرة ترامب على تمرير سياساته خلال فترة رئاسته القادمة، حيث أعلن الجمهوريون عن خططهم لتطبيق “برنامج أميركا أولاً” الذي يعكس أولويات الحزب.

وقال النائب الجمهوري مايك جونسون، المتوقع أن يبقى رئيسًا لمجلس النواب، إن فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات كان “حاسمًا” وسيسهم في تنفيذ أجندة الحزب في الكونغرس.

هذا اللقاء بين ترامب وبايدن، على الرغم من التوترات التي ترافقه، يمثل خطوة نحو الاستقرار السياسي في أميركا، حيث يحدد ترامب بالفعل توجهاته لفترة رئاسته المقبلة مع تزايد تحدياته القانونية والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى