أخبار مصر

المتحف المصري الكبير.. إنجاز حضاري عالمي يربط الماضي بالمستقبل

على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، ينهض المتحف المصري الكبير كأحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، مجسداً التقاء الحضارة المصرية القديمة بأحدث تقنيات العرض والإدارة العالمية.

هذا الصرح الثقافي العملاق، الذي طال انتظاره، بات اليوم حقيقة بفضل شراكة استراتيجية جمعت مصر بعدد من الدول والمؤسسات العالمية، لتتحد الجهود والخبرات في سبيل صون التراث الإنساني ونقله إلى الأجيال القادمة.

 الإغلاق المؤقت استعدادًا للافتتاح الرسمي

أغلق المتحف المصري الكبير أبوابه أمام الزوار ابتداءً من 15 أكتوبر الجاري، لتنفيذ مجموعة من الأعمال التنظيمية واللوجستية تمهيدًا لحفل الافتتاح الرسمي المقرر في الأول من نوفمبر المقبل.

ومن المقرر أن يستأنف المتحف استقبال الزائرين اعتبارًا من صباح يوم 4 نوفمبر 2025، تزامنًا مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، في حدث تاريخي ينتظره العالم.

 تعاون دولي واسع لتحقيق الحلم

لم يكن مشروع المتحف المصري الكبير ليصل إلى هذه المرحلة المتقدمة لولا الدعم الدولي الواسع الذي حظي به منذ انطلاقه، إذ شكّل التعاون بين مصر ومجموعة من الحكومات والمؤسسات الدولية حجر الأساس في تحويل الفكرة إلى واقع ملموس.

ومن أبرز الشركاء الدوليين اليابان، التي ساهمت من خلال وكالة التعاون الدولي “جايكا” بخبرات تقنية وتمويل ميسر، إضافة إلى دعم البنك الدولي لمعايير الاستدامة البيئية، وإشراف منظمة اليونسكو على الجوانب الخاصة بصون التراث الثقافي.

التعاون لم يقتصر على التمويل أو التقنية فقط، بل امتد إلى مجالات التدريب وتبادل المعرفة والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى، ليصبح المتحف مشروعًا عالميًا بامتياز يعكس قوة التكامل الدولي في خدمة التراث الإنساني.

 التكنولوجيا اليابانية تحفظ التاريخ

تعد اليابان أحد أبرز الشركاء في نجاح المشروع، إذ قدمت مساهمات نوعية من خلال وكالة “جايكا”، التي زودت المتحف بأحدث المعدات والمعامل المتخصصة في ترميم الآثار.

ووفقًا لوكالة “كيودو” اليابانية، يمثل المتحف المصري الكبير نموذجًا متطورًا لدمج التكنولوجيا اليابانية مع الإرث المصري، حيث أسهمت الأجهزة الحديثة في حماية آلاف القطع الأثرية من عوامل الزمن والبيئة.

 مشروع قارب خوفو الثاني.. نموذج للتعاون العلمي

يعود التعاون المصري الياباني في مجال الآثار إلى عام 2006، حين بدأت “جايكا” مشروع ترميم واستخراج وتوثيق الأجزاء الخشبية للقارب الشمسي الثاني للملك خوفو، الذي اكتُشف في هضبة الجيزة.

وقد تم استخراج نحو 1700 قطعة خشبية من داخل الحفرة الأثرية، تمهيدًا لتركيبها وعرضها ضمن قاعات المتحف المصري الكبير.

 دعم فني ونقل القطع الأثرية

تم نقل نحو 72 قطعة أثرية نادرة، من بينها مقتنيات للملك توت عنخ آمون، من المتحف المصري بالتحرير إلى مركز الترميم بالمتحف الكبير، بدعم تقني من الجانب الياباني.

وشمل الدعم توفير مجهر رقمي متطور، وآلات إشعاعية محمولة، ورافعات كهربائية لضمان التعامل الآمن مع القطع الأثرية الثقيلة.

 تمويل وتدريب لبناء القدرات المصرية

قدمت اليابان قرضًا ميسرًا ساهم في تمويل مراحل إنشاء المتحف، من أعمال البناء والتجهيز إلى تصميم المعارض والحدائق والبنية التحتية لتقنية المعلومات.

كما أُطلقت برامج تدريبية متخصصة للعاملين في المتحف، بالتعاون مع “جايكا” والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، بهدف نقل الخبرات اليابانية في مجالات الترميم والإدارة المتحفية الحديثة.

إقرأ أيضًا:صلاح يثير غضب فيرتز وجماهير ليفربول بعد لقطة مثيرة في دوري الأبطال

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى