كيف تُصوّت قوات الجيش الأمريكي، التي تضم أكثر من مليوني جندي، في انتخابات الرئاسة؟
في الولايات المتحدة، يُسمح لأفراد الجيش بالتصويت في الانتخابات، بما في ذلك الرئاسية، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.
بعكس الكثير من الدول حول العالم، ضمنها الصين وروسيا وبلدان عربية، يحق لأفراد الجيش في الولايات المتحدة التصويت في الانتخابات، بما فيها الرئاسيات.
في الوقت الذي يمكن للمواطنين الأمريكيين الانضمام لصفوف الجيش فور بلوغ 17 عامًا، إلا أنه لا يمكن لهم التصويت إلا بعد بلوغ سن الـ 18.
وفق أرقام وزارة الدفاع الأمريكية ليونيو 2024، بلغ عدد القوات العسكرية الأمريكية أزيد من مليونين و600 ألف جندي، يخدمون في مواقع بعضها موزع حول العالم.
من بين هؤلاء العسكريين، تُدرج وزارة الدفاع ما يقرب من 1.31 مليون شخص كقوات نشطة، بحسب تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لعام 2024. وبحسب الوكالة، تمتلك الولايات المتحدة ثالث أكبر جيش نشط في العالم من حيث عدد الأفراد، بعد الصين والهند.
تتوزع هذه القوات على فروع ستة رئيسية هي الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية وخفر السواحل، فضلًا عن قوة الفضاء اعتبارًا من عام 2019، وهي كلها قوات مكلفة بحماية وخدمة الولايات المتحدة.
يحق لحوالي ثلاثة أرباع أفراد القوات العسكرية الأمريكية النشطة، البالغ عددها 1.3 مليون عضو، التصويت غيابيًا، بحسب أحدث إحصاء أورده الموقع الرسمي لـ«برنامج المساعدة الفيدرالية للتصويت».
صار أفراد الجيش الأمريكي المتمركزون بعيدًا عن مقار إقامتهم الانتخابية مشمولين بقانون التصويت الغيابي للعسكريين والمدنيين الأمريكيين خارج حدود البلاد، منذ عام 1986.
يُلزم القانون السلطات الأمريكية في كل ولاية بالسماح للأفراد العسكريين وعائلاتهم المضطرة لذلك، فضلًا عن المواطنين المقيمين في الخارج، بالتصويت الغيابي في الانتخابات الفيدرالية.
عُدل القانون في عام 2009، ليُلزم مسؤولي الولايات الأمريكية بعدة إجراءات، منها إرسال بطاقات الاقتراع للناخبين في الخارج قبل 45 يومًا على الأقل من الانتخابات الفيدرالية، وإتاحة طريقة واحدة على الأقل من طرق الإرسال الإلكتروني تشمل البريد الإلكتروني والفاكس على سبيل المثال، للحصول على المعلومات المتعلقة بالتصويت إلى جانب بطاقات الاقتراع الفارغة.
يفرض القانون اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية العملية الانتخابية والبيانات الشخصية للمصوتين وخصوصيتهم. ومنذ التعديل على قانون التصويت الغيابي، شهدت الولايات المتحدة ثلاث انتخابات رئاسية وأربعة تشريعية.
أظهرت بيانات التصويت، المنشورة على الموقع الرسمي لبرنامج المساعدة الفيدرالية للتصويت، تحسنًا في معدلات مشاركة العسكريين في التصويت بعد التعديلات على القانون.
في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، التي جرت عام 2022، أفاد 15 في المئة فقط من الناخبين العسكريين بأنهم إما لم يتلقوا بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد، أو أنها لم تصلهم أبدًا، مقارنة بـ30 في المئة قبل تعديلات عام 2009.
بحسب برنامج المساعدة الفيدرالية للتصويت، تؤثر أصوات العسكريين بشكل كبير على الانتخابات، وبخاصة في السباقات المتقاربة، كالسباق الجاري بين المرشحين على الرئاسة كامالا هاريس، الديموقراطية، ودونالد ترامب، الجمهوري.
يبرز دور المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي، باعتباره كتلة انتخابية هامة. وتشير أرقام مركز «بيو» للدراسات أن عدد هؤلاء يبلغ حوالي 18.3 مليونًا.
تشير أرقام المركز أيضًا إلى أن نحو 63 في المئة من المحاربين القدامى يميلون لدعم الحزب الجمهوري، بينما 35 في المئة يفضلون الحزب الديمقراطي.
هذا الاتجاه يمثل، وفق المصدر نفسه، «تحولًا كبيرًا» مقارنة بالعقود الماضية، عندما كان عدد أكبر من المحاربين القدامى ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، خاصة خلال أواخر القرن العشرين.
ترتبط زيادة الانتماء للحزب الجمهوري بين المحاربين القدامى بعدة عوامل، بما في ذلك الانتقال إلى جيش تطوعي بالكامل، والذي تم تأسيسه بعد انتهاء التجنيد الإجباري في عام 1973.
هذه التغيرات الديموغرافية أدت إلى زيادة نسبة المحاربين القدامى الذين يميلون إلى الحزب الجمهوري، خاصة بين المحاربين القدامى الشباب.