شهد قطاع الطاقة العالمي في السنوات الأخيرة تحولاً جوهرياً، وقد جاء معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2024) ليرسخ هذا التحول.
الحدث، الذي تحتضنه العاصمة الإماراتية أبوظبي في مركز “أدنيك” ويستقطب أهم قادة ومبتكري القطاع، يهدف لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه صناعة الطاقة العالمية، وتحديد ملامح مستقبلها.
40 عاماً من الابتكار في “أديبك”
في هذه النسخة الخاصة التي تحتفل بمرور أربعين عاماً على انطلاق “أديبك”، يجتمع خبراء القطاع تحت شعار “تواصل العقول لتحقيق انتقال واقعي ومنظم في قطاع الطاقة”.
التركيز الأكبر في هذا العام ينصبّ على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة التحول إلى طاقة أكثر استدامة، بما يعكس الدور المحوري لهذه التقنية في إعادة تشكيل مستقبل الطاقة.
مشاركة واسعة وزخم عالمي
يجمع “أديبك 2024” أكثر من 2200 شركة عارضة، بما في ذلك 54 شركة نفط وطنية ودولية. ومن خلال أجنحته المختلفة، يتيح المعرض منصة متكاملة لعرض أحدث الابتكارات في مجالات مثل إزالة الكربون، الرقمنة، الشؤون البحرية، والخدمات اللوجستية. هذا العام، تم إطلاق منطقة جديدة مخصصة للذكاء الاصطناعي، مما يعزز من زخم الحدث وأهميته العالمية.
الذكاء الاصطناعي يقود التحول في قطاع الطاقة
تشمل فعاليات “أديبك 2024” النسخة الافتتاحية من معرض “ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل”، حيث تُقدَّم حلول مبتكرة في الذكاء الاصطناعي بواسطة شركات تقنية رائدة مثل مايكروسوفت وإنركاب وأكسنتشر. تهدف هذه الحلول إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وخفض الانبعاثات الكربونية، ما يساهم في صياغة رؤية مستقبلية مستدامة.
برامج وفعاليات مبتكرة للذكاء الاصطناعي
في منطقة الذكاء الاصطناعي، تشمل الفعاليات مؤتمرات وجلسات تدريبية مثل مختبر الذكاء الاصطناعي الإبداعي ومختبر إعادة المهارات. توفر هذه الفعاليات منصة عملية للتفاعل مع التقنيات الناشئة وإيجاد حلول تعاون صناعي تسهم في تطوير خارطة طريق لدمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة.
تصريحات بارزة حول دور الذكاء الاصطناعي
تقول طيبة الهاشمي، رئيسة “أديبك” والرئيسة التنفيذية لشركة “أدنوك البحرية”، إن العلاقة التكاملية بين الطاقة والذكاء الاصطناعي ستلعب دوراً رئيسياً في تحقيق انتقال مستدام ومنظم في قطاع الطاقة. وتؤكد أن “أديبك 2024” يمثل فرصة استراتيجية لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحويل الاقتصاديات والصناعات.
مؤتمر عالمي بمشاركة واسعة
يُعتبر “أديبك 2024” النسخة الأكبر من نوعها، حيث يجمع أكثر من 184 ألف مشارك من 164 دولة، ويستضيف نحو 1800 متحدث، بينهم 40 وزيراً و200 من كبار التنفيذيين حول العالم. يتضمن البرنامج 10 مؤتمرات تغطي جوانب مختلفة من الانتقال في قطاع الطاقة، مثل أمن الطاقة وتسهيل الاستثمارات في مشاريع منخفضة الكربون.
الأهداف الاستراتيجية لـ”أديبك 2024″
يهدف “أديبك 2024” إلى تسريع الانتقال نحو الطاقة المستدامة من خلال استعراض تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز التعاون الدولي، ودعم الابتكار، وضمان استدامة إمدادات الطاقة للأجيال القادمة.
توقعات وتأثيرات “أديبك 2024”
من المتوقع أن يسهم “أديبك 2024” في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للطاقة، وتعزيز الاستثمارات المستدامة، ودفع عجلة التحول الاقتصادي.
