بعد دهشة لافروف.. أكاديمي تركي: أنقرة تتبنى سياسة التوازن بين روسيا والناتو
عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن “دهشة” موسكو من استمرار تركيا في تزويد أوكرانيا بالأسلحة، رغم أنها تتوسط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد لافروف، في مقابلة مع صحيفة “حريت” التركية، أن القوات الأوكرانية تستخدم هذه الأسلحة التركية في عملياتها ضد القوات والمدنيين الروس، ما يضع تركيا في موقف محيّر حسب قوله.
سياسة التوازن بين روسيا والناتو
في تعليقه على موقف تركيا، صرح الأكاديمي التركي حيدر تشاكماك بأن أنقرة تعتمد نهج التوازن بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، موضحًا أن التعاون العسكري بين تركيا وأوكرانيا كان قائماً قبل الحرب. وذكر تشاكماك أن تركيا تسعى لأن تحافظ على علاقاتها مع روسيا وحلفائها في الناتو بشكل متوازن، مضيفًا مثالاً على ذلك صفقة منظومة إس-400 التي تعكس هذا التوازن الدقيق.
تحديات الاستمرار في سياسة التوازن
يرى تشاكماك أن سياسة التوازن التركية تواجه ضغوطًا كبيرة، خصوصًا من حلفائها في الناتو الذين يطالبونها بدعم أوكرانيا بوضوح كما يفعلون. ورغم أن روسيا تنتقد استخدام الأسلحة التركية من قبل أوكرانيا، يعتقد تشاكماك أن أنقرة ستجد صعوبة متزايدة في التمسك بموقفها المتوازن بين الأطراف المتصارعة.
انتقادات لافروف لسياسات أوكرانيا وداعميها الغربيين
انتقد لافروف خطط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي تهدف لتحقيق “النصر”، واصفاً إياها بأنها “غير واقعية”.
وأكد في حديثه أمام مؤتمر مينسك أن الغرب يدعم سياسات وصفها بـ”الحمقاء”، مثل صيغة السلام الأوكرانية التي تتضمن استسلام روسيا، معتبراً أن هذه السياسات لن تقرّب السلام في أوروبا.
رؤية موسكو لتحقيق الاستقرار في أوروبا
ختم لافروف حديثه بالإشارة إلى أن الاستقرار في أوروبا يعتمد على ضمانات أمنية طويلة الأمد، وفقًا للمبادرة الروسية التي قدمت في نهاية 2021 ورفضها الغرب. ويعتقد أن هذا الرفض يساهم في استمرار التوترات في المنطقة الأوروبية الأوراسية.
تسعى تركيا للحفاظ على سياسة التوازن بين روسيا وحلفائها في الناتو، لكن الضغوط المتزايدة قد تدفعها لاتخاذ موقف أوضح تجاه الصراع الأوكراني الروسي.