تصعيد بوتين: استغلال قمة «بريكس بلس» لتجاوز العزلة الغربية
تستضيف روسيا قمة «بريكس بلس» في قازان، حيث يشارك فيها نحو عشرين رئيس دولة. يروج الرئيس فلاديمير بوتين للقمة كعلامة على فشل محاولات الغرب لعزل موسكو، مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء. لكن هذا التوجه قد لا يعكس الحقيقة بالكامل، حيث يعبر الخبراء عن قلقهم من وجود اختلافات جوهرية بين هذه الدول.
التحالفات الجديدة: الواقع والاختلافات
في حديثه مع قناة “الحرة”، أشار دونالد جنسن، مدير برنامج روسيا وأوروبا في معهد السلام الأمريكي، إلى أن بوتين يحاول استخدام “بريكس بلس” كوسيلة لمواجهة العزلة التي تواجهها بلاده. إلا أن جنسن أوضح أن التصور القائل بوجود “تحالف” بين هذه الدول يفتقر إلى الدقة، حيث توجد اختلافات واضحة في السياسات والمواقف، مثل الخلاف حول الحرب في أوكرانيا.
التحديات أمام روسيا
تشير التحليلات إلى أن روسيا تسعى لتكوين تحالفات جديدة لتخفيف الضغوط الغربية. ومع ذلك، فإن وجود قوى صاعدة في “بريكس” لا يعني بالضرورة تأييداً لسياسات بوتين، حيث تسعى دول مثل الهند للحفاظ على استقلالها السياسي، مما قد يجعل من الصعب على روسيا استخدام هذا التجمع كأداة للضغط على الغرب.
الأعضاء الجدد وطموحات بوتين
منذ تأسيسها في 2009، توسعت مجموعة “بريكس” لتشمل دولاً جديدة مثل مصر وإيران، وهناك أكثر من 30 دولة أخرى أبدت اهتمامها بالانضمام. خلال القمة الحالية، أكد بوتين على أهمية مناقشة توسيع المجموعة، ما يعكس طموح روسيا في تعزيز نفوذها في الساحة الدولية.
موقف الولايات المتحدة من “بريكس”
في سياق ردود الفعل، أشار نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن تدير المنافسة مع الصين بجدية، وستواصل مواجهة ما وصفه بـ”العدوان الروسي”. يُنظر إلى “بريكس” كإحدى محاولات روسيا لبناء شراكات جديدة، ولكن الولايات المتحدة وحلفاؤها يدركون أهمية التعامل بحذر مع هذه التحالفات الجديدة.
في الختام، تبقى التحولات الجيوسياسية المتعلقة بـ”بريكس” و”بريكس بلس” في حالة من التغير المستمر. يبقى السؤال: هل ستتمكن روسيا من الاستفادة من هذه المنصات الجديدة لتغيير مسار العزلة المفروضة عليها، أم ستظل العقبات قائمة أمام تحقيق هذا الهدف؟