اتفاق دفاعي تاريخي بين بريطانيا وألمانيا لتعزيز الأمن الأوروبي
في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي، وقّع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس في لندن اتفاقًا دفاعيًا وُصف بـ”التاريخي”.
يسمح هذا الاتفاق للطائرات الألمانية بالعمل انطلاقًا من قاعدة عسكرية في اسكتلندا. ويأتي الاتفاق في إطار مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة، ويهدف إلى تعزيز الأمن القومي لكل من بريطانيا وألمانيا، فضلاً عن دعم النمو الاقتصادي في ظل الأوضاع المتوترة في أوروبا الشرقية.
تعزيز التعاون الدفاعي بين الحلفاء
تعتبر “اتفاقية ترينيتي هاوس” أول اتفاقية دفاعية من نوعها بين المملكة المتحدة وألمانيا، وتهدف إلى تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة بين جيشي البلدين، مما يعزز دفاعات الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
يأتي هذا التعاون في وقت حساس حيث تتصاعد التهديدات الروسية ضد أوكرانيا، ما يدفع الدول الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات استباقية لضمان أمن القارة.
قاعدة لوسيماوث: انطلاق العمليات الجوية الألمانية
بموجب الاتفاقية، ستبدأ طائرات ألمانية من طراز P8 بالعمل بشكل دوري من قاعدة لوسيماوث الجوية في اسكتلندا، للمساهمة في حماية الساحل الشمالي للمحيط الأطلسي.
هذه الخطوة تأتي لتعزيز القدرات العسكرية لحلف الناتو في منطقة تعتبرها الدول الأوروبية ذات أهمية استراتيجية بالغة، خصوصاً في ظل التهديدات البحرية المتزايدة.
تطوير أسلحة هجومية طويلة المدى
تتضمن الاتفاقية أيضًا التعاون في تطوير أسلحة هجومية بعيدة المدى، قادرة على استهداف مواقع تتجاوز مدى صواريخ ستورم شادو البريطانية الحالية.
هذا التعاون يهدف إلى رفع القدرات العسكرية لكلا البلدين في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، مما يعزز من قدرتهما على التعامل مع تهديدات أكثر تعقيداً.
مشروع صناعي يوفر فرص عمل جديدة
بالإضافة إلى الجوانب العسكرية، ستشهد الاتفاقية إنشاء مصنع لإنتاج المدافع باستخدام الفولاذ البريطاني، ما سيوفر أكثر من 400 فرصة عمل جديدة.
هذا المشروع ليس مجرد خطوة دفاعية، بل يهدف أيضًا إلى دعم الاقتصاد المحلي في المملكة المتحدة من خلال تعزيز الصناعات الدفاعية وتوسيع قدراتها.
تعزيز العلاقات الأوروبية في مواجهة التهديدات
وصف وزير الدفاع البريطاني جون هيلي الاتفاق بأنه يمثل “نقطة تحوّل” في العلاقات بين بريطانيا وألمانيا، معتبراً أنه سيعزز أمن أوروبا بشكل كبير.
من جانبه، أكد الوزير الألماني بوريس بيستوريوس أن هذا الاتفاق يعكس تقاربًا أكبر بين الدولتين، مشيرًا إلى أن الأمن في أوروبا لم يعد يمكن اعتباره أمرًا مفروغًا منه، في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا.
الناتو والتحرك لمواجهة التحديات المشتركة
تعد هذه الاتفاقية رسالة واضحة بأن حلفاء الناتو يدركون أهمية التعاون في ظل التهديدات الأمنية التي تواجه أوروبا.
مع زيادة روسيا لإنتاجها من الأسلحة وشنها هجمات هجينة ضد شركاء الناتو في أوروبا الشرقية، تأتي هذه الخطوة لتعزيز جاهزية الحلف وتعزيز دفاعاته المشتركة في مواجهة هذه التحديات.