الذكاء الاصطناعي يكشف ويمنع الاحتيال الفيدرالي بشكل غير مسبوق
في نهاية عام 2022، استخدمت السلطات الفيدرالية نظامًا معززًا بالذكاء الاصطناعي للكشف عن الاحتيال، متفوقًا على نظم مثل «جيميناي» و«تشات جي بي تي».
بدأت السلطات الفيدرالية الأمريكية قطف ثمار استخدام نظام معزز بالذكاء الاصطناعي لاستعادة خسائر ومنع عمليات نصب واحتيال مالية بقيمة أربع مليارات دولار هذا العام، منها ما لا يقل عن مليار تم استرجاعها من محتالين على نظم الدولة في الصحة والإعانة الاجتماعية والضرائب، وفقًا لما صرحت به مسؤولة في وزارة الخزانة الأمريكية.
قامت السلطات الفيدرالية في صمت وتعتيم تام باستخدام أجهزة معززة بالذكاء الاصطناعي، تختلف تمامًا عن النظم التي تعمل بها نظم «جيميناي» لشركة «غوغل» و«تشات جي بي تي» لشركة «أوبن أيه آي».
يستطيع النظام الذي استخدمته السلطات الفيدرالية في نهاية عام 2022، غربلة بيانات لا محدودة في برهة، ويتعلم في كل مرة كيف يكشف عن المخالفات وعمليات الاحتيال، كما في كل مرة يتفوق على نفسه، حتى أصبح يستشرف محاولات النصب على مختلف إدارات الدولة.
نقلت شبكة «سي إن إن» عن ريناتا ميسكيل، مسؤولة في وزارة الخزانة الأمريكية، قولها بأن الذكاء الاصطناعي ساهم بشكل كبير في الكشف ومنع الاحتيال، في إشارة لتقارير بأن ما حققته السلطات الفيدرالية بفضل الذكاء الاصطناعي هذا العام يعد أكثر من ستة أضعاف ما تمكنت الوزارة من إحرازه في العام الذي سبقه.
تقوم الخزانة الأمريكية سنويا 1.4 مليون عملية دفع لمستحقات سنويًا لنحو مئة مليون شخص، بقيمة إجمالية تصل إلى سبع تريليون دولار، في إطار رواتب الموظفين الفيدراليين، وتعويضات الضرائب، وقطاع الصحة، وغيرها.
تفاقمت المدفوعات بعد جائحة «كوفيد-19»، عندما كان على السلطات الأمريكية دفع تعويضات إلى أفراد وشركات صغيرة التي تضررت خلال عمليات الإغلاق، وحسم الأمر الذكاء الاصطناعي عندما تعلمت الأجهزة كشف عمليات النصب، وتجنب إهدار أموال دافعي الضرائب لغير مستحقيها.
رغم النجاح الباهر للنظام الجديد، إلا أنه لا يغني عن نظره فاحصة من مسؤول، وأوضحت «ميسكيل» أنه بعدما يقوم النظام المعزز بالذكاء الاصطناعي تمشيط بيانات لا حصر لها واكتشاف أنماط الاحتيال، يتعين على موظف بشري تقرير ما إذا كان هنالك بالفصل عملية احتيال.
من ضمن عمليات النصب التي تم اكتشافها، محاولات للحصول على مساعدات بطالة لأشخاص يعملون بالفعل دون الإعلان عن رواتبهم للضرائب، ما استدعى تعاون بين وزارة الخزانة والسلطات الفيدرالية في جميع الولايات للكشف عنها.