تقارير

اختيار قائد حماس من خارج غرة بعد مقتل السنوار

بعد اغتيال يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، باتت الحركة تواجه تحديًا جديدًا في اختيار خليفته. يرى الخبراء أن المرشح المحتمل لقيادة المكتب السياسي للحركة قد يكون من خارج قطاع غزة، ما يغير من طبيعة القيادة السابقة التي كان السنوار فيها يجمع بين القيادة السياسية والعسكرية. ومع تكهنات بأن شقيقه محمد السنوار سيلعب دورًا أكبر في مواجهة إسرائيل داخل القطاع، تُعقد المداولات داخل الحركة حول هوية الزعيم الجديد وسط توقعات بأن يكون الاختيار مقبولاً لدى إيران.

 خيارات إيران وتأثيرها على القيادة الجديدة

يبدو أن خيارات إيران سيكون لها تأثير كبير على قرار حماس بشأن زعيمها القادم. مع وجود أبرز المرشحين في قطر، سيكون للحركة أن تأخذ بعين الاعتبار دعم إيران المستمر لها في الحرب مع إسرائيل، سواء من حيث التمويل أو التسليح. إيران، الحليف الاستراتيجي لحماس، تُعدّ مفتاحًا رئيسيًا في تحديد هوية القيادة الجديدة، وهو ما يجعل خيارات طهران أحد العوامل الرئيسية في عملية اتخاذ القرار.

تصعيد العمليات العسكرية وتأثيره على مستقبل حماس

إسرائيل كثفت من هجماتها على قطاع غزة وعلى قادة حماس في الداخل والخارج خلال العام الماضي، واغتيال السنوار جاء كضربة قوية للحركة. في يوليو، فقدت حماس أيضًا زعيمها السابق إسماعيل هنية في هجوم إسرائيلي محتمل على الأراضي الإيرانية. ومع تزايد الهجمات الإسرائيلية، يبقى السؤال الرئيسي هو مدى قدرة حماس على الصمود بعد هذه الضربات المتتالية، وكيف ستعيد ترتيب أوراقها الداخلية لاستمرار مقاومتها ضد إسرائيل.

أدوار مزدوجة بين القيادة العسكرية والسياسية

عند تولي السنوار قيادة حماس، جمع بين القيادة السياسية والعسكرية، وهو ما منحه قدرة أكبر على إدارة الصراع مع إسرائيل. لكن هذا السيناريو قد لا يتكرر مع الزعيم الجديد. يتوقع بعض المحللين أن يتم توزيع مسؤوليات السنوار بين شخصيتين، واحدة تشرف على الشؤون العسكرية والأخرى تركز على العمل السياسي والتواصل مع المجتمع الدولي. هذا التوزيع يهدف إلى تعزيز كفاءة الحركة في إدارة الحرب المستمرة من جهة، والمحافظة على علاقات دولية فعالة من جهة أخرى.

قدرة حماس على التعافي بعد الخسائر المتتالية

على الرغم من فقدان عدد من قياداتها البارزين، تتمتع حماس بآليات داخلية تمكنها من استبدال قادتها بسرعة وكفاءة.

مجلس الشورى، الذي يُعدّ أعلى هيئة لصنع القرار في الحركة، يلعب دورًا حاسمًا في اختيار الزعيم الجديد، ما يضمن استمرارية الحركة في قيادة الحرب وإدارة الشؤون السياسية.

المجلس يضم ممثلين عن غزة والضفة الغربية والسجون الإسرائيلية والشتات الفلسطيني، ما يمنح الحركة مرونة في اتخاذ قراراتها الاستراتيجية بغض النظر عن مكان إقامة القائد الجديد.

 خليل الحية يتولى القيادة المؤقتة لحماسفي ظل اغتيال السنوار، انتقلت القيادة مؤقتًا إلى خليل الحية المقيم في قطر، وهو نائب السنوار وأحد أبرز المرشحين لتولي القيادة.

على الرغم من تواجد الحية خارج غزة، إلا أن خبراء يرون أنه لا يواجه صعوبة في إدارة الأمور من الخارج بفضل علاقاته الوثيقة مع الجناح العسكري للحركة وقياداته. هذه المرونة في القيادة قد تكون مفتاحًا لاستمرار حماس في مواجهة إسرائيل، حتى مع استمرار الحرب وصعوبة الاتصال الميداني.

تأثير الدعم الإيراني على مسار حماس المستقبلي

إيران تظل الحليف الأهم لحماس، وهي التي زودت الحركة بالسلاح والمال منذ سنوات. دعم طهران سيكون عنصرًا أساسيًا في تحديد خليفة السنوار، خصوصًا في ظل تعافي الحركة من الضربات المتلاحقة التي تلقتها.

محمد درويش وخليل الحية يُعتبران من أبرز المرشحين لخلافة السنوار بسبب قربهما من إيران. بينما قد تكون فرص خالد مشعل أقل بسبب خلافاته مع طهران بعد دعمه للثورة السورية، إلا أن بعض الخبراء لا يستبعدون عودته إلى الواجهة إذا تم تليين الموقف الإيراني تجاهه.

 موقف حماس من مفاوضات وقف إطلاق النار

مع استمرار القتال بين حماس وإسرائيل، لن تتخلى الحركة عن مطالبها الأساسية في أي محادثات لوقف إطلاق النار. على رأس هذه المطالب انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ووقف الحرب. ومع ذلك، قد تظهر حماس بعض المرونة فيما يخص شروط تبادل الأسرى بين الجانبين.

هذا التوجه يعكس رغبة الحركة في الحفاظ على قوتها التفاوضية مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه التعامل بواقعية مع تغيرات الأوضاع الميدانية.

القيادة العسكرية لحماس في ظل استمرار الحرب

على الرغم من فقدان السنوار، فإن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، ستلعب دورًا محوريًا في المرحلة القادمة. مع احتفاظها بالسيطرة على الوضع العسكري داخل غزة، ستستمر الكتائب في قيادة العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

من المتوقع أيضًا أن يتولى محمد السنوار دورًا أكبر في هذا السياق، خاصةً وأنه أحد القادة الميدانيين المخضرمين في كتائب القسام، ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، مما يجعله شخصية محورية في المرحلة المقبلة.

مستقبل القيادة السياسية والعسكرية في حماس

على الرغم من اغتيال يحيى السنوار، فإن هيكل القيادة في حماس يتيح لها استبدال زعيمها بسرعة. تبقى الكلمة الأخيرة في اختيار القائد الجديد لمجلس الشورى الذي يمثل مختلف الفصائل والأجنحة داخل الحركة.

ومع دور إيران المحوري في دعم حماس، سيكون لموقف طهران تأثير كبير على اختيار الزعيم الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى