مصر والسعودية تضعان رؤية استراتيجية لحماية البحر الأحمر
جمعت القمة الثنائية التي عُقدت بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة تأكيدًا على العلاقة التاريخية بين البلدين.
وأوضح اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، الخبير العسكري والمستشار في كلية القادة والأركان، أن هذه العلاقات ليست وليدة اللحظة بل تمتد على مدار سنوات عديدة، مشيرًا إلى التعاون العسكري المستمر بين البلدين، والذي تعزز بشكل كبير منذ أبريل 2015. خلال هذه الفترة، لعبت مصر دورًا بارزًا في عملية إعادة الأمل التي قادتها السعودية، من خلال تأمين الممر الملاحي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
اتفاقيات لتعزيز التعاون وحماية الاستثمارات
تشكل الاتفاقيات بين مصر والسعودية في مجالات التعاون الثنائي، خاصة في الجانب العسكري، ركيزة أساسية في العلاقات بين البلدين. من أبرز هذه الاتفاقات إعلان القاهرة عام 2015، الذي تضمن فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة تهدف إلى حماية المصالح الاستراتيجية للشعوب العربية، وتأمين الاستقرار الإقليمي من خلال تحالف عسكري يشمل الدول العربية، الآسيوية، والأفريقية.
مناورات عسكرية مشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية
تنفذ مصر والسعودية تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة بشكل سنوي، بهدف تبادل الخبرات ورفع مستوى الكفاءة القتالية للقوات المسلحة من الجانبين. تشمل هذه المناورات تدريبات “رعد الشمال” التي تتناول مختلف أفرع الجيشين، بالإضافة إلى مناورات “تبوك” للقوات البرية و”مرجان” للقوات البحرية، والتي تهدف جميعها إلى رفع الجاهزية الدفاعية وتكامل القوات في مختلف الظروف.
أهمية البحر الأحمر في ظل التحديات الإقليمية الراهنة
تأتي زيارة ولي العهد السعودي في ظل ظروف إقليمية غير مسبوقة، تتسم بتصاعد التوترات في غزة ولبنان بالإضافة إلى التهديدات القادمة من اليمن والعراق.
وأكد الخبير العسكري المصري أن البحر الأحمر يُعد محورًا استراتيجيًا لكل من مصر والسعودية، خاصة مع وجود التحديات الأمنية التي تواجه حركة الملاحة في مضيق باب المندب، الذي يسيطر عليه الحوثيون، مما يفرض على البلدين ضرورة التحرك السريع للحفاظ على أمن هذا الممر المائي الحيوي.
التنسيق المصري السعودي في دعم القضية الفلسطينية
تلعب مصر والسعودية دورًا محوريًا في الجهود الإقليمية والدولية لحل القضية الفلسطينية. أكد اللواء أسامة كبير أن البلدين يتفقان على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، والعمل على تنفيذ مشروع حل الدولتين، الذي يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وتتحرك الدولتان على المستوى الإقليمي والدولي بناءً على هذا الموقف الموحد.
شهدت العلاقات المصرية السعودية دفعة إضافية خلال الأسابيع الماضية بإعلان البدء في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي. يهدف هذا المجلس إلى تنسيق الجهود الثنائية في كافة القضايا المشتركة، بما في ذلك الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها دعم القضية الفلسطينية.