ترامب يهدد باعتقال مرشح عمدة نيويورك زهران ممدانى

في يوم الثلاثاء 1 يوليو 2025، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، مهددًا باعتقال زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، في حال عرقل عمليات دائرة الهجرة والجمارك (ICE) المتعلقة باعتقال المهاجرين غير الشرعيين في المدينة.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي، حيث رد ترامب على تعهد ممداني باستخدام سلطته كعمدة محتمل لمنع عملاء الهجرة “الملثمين” من ترحيل سكان المدينة.
وأعرب ترامب عن استيائه من ممداني، واصفًا إياه بـ”الشيوعي”، وتوعد بحجب التمويل الفيدرالي عن نيويورك إذا لم يلتزم ممداني بما وصفه بـ”السلوك الصحيح”.
وقال ترامب: “إذا لم يسمح لمسؤولي الهجرة الفيدراليين بالقيام بعملهم، فسيتعين علينا اعتقاله. لا نحتاج إلى شيوعي في هذا البلد، لكن إذا وجدنا واحدًا، سأراقبه عن كثب نيابة عن الأمة”.
وأشار إلى أن الحكومة الفيدرالية تمد نيويورك بالأموال والموارد اللازمة لإدارة شؤونها، مما يعزز سلطته في التأثير على قرارات المدينة.
وأثارت تصريحات ترامب جدلًا واسعًا، خاصة أنه كرر ادعاءاته بأن ممداني، الذي وُلد في أوغندا وأصبح مواطنًا أمريكيًا متجنسًا في عام 2018، قد يكون موجودًا في البلاد “بشكل غير قانوني”، وهي ادعاءات وُصفت بأنها لا تستند إلى أدلة موثوقة.
وفي رد فعل قوي، قال ممداني في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: “الرئيس هددني بالاعتقال وتجريدي من جنسيتي ووضعي في معسكر اعتقال وترحيلي، ليس لأنني انتهكت أي قانون، بل لأنني أرفض السماح لدائرة الهجرة والجمارك بترهيب مدينتنا”.
وأضاف أن هذه التهديدات تمثل “هجومًا على الديمقراطية” ومحاولة لترهيب كل من يعارض سياسات ترامب.
يُذكر أن ممداني، البالغ من العمر 33 عامًا، فاز في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لمنصب عمدة نيويورك بنسبة 56% من الأصوات، متغلبًا على الحاكم السابق أندرو كومو بنسبة 12%.
ويُعد ممداني، الذي يصف نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي، من المرشحين التقدميين الذين يدعمون سياسات مثل توفير خدمات حافلات مجانية، وتجميد إيجارات الشقق الخاضعة للتنظيم، وإنشاء متاجر بقالة تديرها المدينة. وقد أثار فوزه قلقًا بين الأوساط المحافظة، خاصة بسبب مواقفه المناهضة لعمليات ترحيل المهاجرين.
من الناحية القانونية، تتحمل الحكومة الفيدرالية مسؤولية تطبيق قوانين الهجرة بموجب الدستور الأمريكي، لكن الولايات والحكومات المحلية ليست ملزمة عادةً بالتعاون مع السلطات الفيدرالية في هذا المجال.
ويأتي هذا التصعيد في سياق تركيز إدارة ترامب على تعزيز سياسات الهجرة الصارمة، بما في ذلك توسيع نطاق عمليات الترحيل واستهداف المدن التي تُعرف بـ”المدن الملاذ” مثل نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس.
كما أشاد ترامب في الوقت ذاته بعمدة نيويورك الحالي إريك آدامز، الذي يترشح كمستقل في الانتخابات المقبلة، مشيرًا إلى أنه ساعده في تجاوز تهم فساد تم إسقاطها مؤخرًا من قبل وزارة العدل.
ردود الفعل على تهديدات ترامب جاءت سريعة، حيث أدانت حاكمة نيويورك كاثي هوشول هذه التصريحات، قائلة: “إذا هددت بملاحقة أحد جيراننا بشكل غير قانوني، فأنت تتحدى 20 مليون نيويوركي، بدءًا مني”.
كما وصف مارك ليفين، رئيس بلدية مانهاتن، تهديدات ترامب بأنها “غير طبيعية وغير مقبولة”. ويظل هذا الجدل جزءًا من التوترات المتصاعدة حول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة، مع اقتراب موعد الانتخابات العامة لمنصب عمدة نيويورك في نوفمبر.