توتر داخل البيت الأبيض بين «جان بيير» و«كيربي» قبيل الانتخابات الأمريكية
قبل نحو 3 أسابيع من الانتخابات الرئاسية، نشب خلاف في البيت الأبيض بين كارين جان بيير، المتحدثة باسم الرئيس بايدن، وجون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي.
منذ هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ظهر جون كيربي، المتحدث باسم الرئيس بايدن للشؤون الخارجية، إلى جان بيير في معظم الإحاطات الإعلامية بالبيت الأبيض، ولكن خلال الشهرين الماضيين كان «كيربي» غائبًا في معظم الأحيان عن غرفة الإحاطة الإعلامية، حتى مع استمرار تصعيد القتال في الشرق الأوسط.
تزامن تراجع حضور «كيربي» مع رحيل أنيتا دان، مساعدة الاتصالات الرئيسية في البيت الأبيض، الصيف الماضي، ومنذ ذلك الحين، فرضت كارين جان بيير سيطرة أكبر على غرفة الإحاطة.
في العشرين إحاطة الإعلامية منذ أن أعلنت «دان» رحيلها في 30 يوليو، انضم «كيربي» إلى «جان بيير» في 3 مرات فقط أي حوالي 15 في المئة من الوقت. وفي 64 جلسة إحاطة قبل 30 يوليو الماضي، انضم «كيربي» إلى «جان بيير» على المنصة 35 مرة ــ أي حوالي 55 في المئة من الجلسات. ولطالما أبدت «جان بيير» غضبها في السر بشأن دور «كيربي».
منذ رحيل «دان»، كانت «جان بيير» ترفض في كل مرة اقترح فيها «كيربي» الظهور في الإحاطة، حسبما قال شخص مطلع على العملية لـ«أكسيوس». ومع استمرار وجود خلافات بينهما، كان لا بد من رفع القرار إلى جيف زينتس، كبير موظفي البيت الأبيض، لاتخاذ القرار النهائي.
كان وجودهما على المنصة هو ما أراده «بايدن»، لكن «جان بيير» اعتقدت أن وجود «كيربي» أعطى الانطباع بأنها بحاجة إلى مرافق، وفقًا لما قاله أشخاص مقربون منها لموقع «أكسيوس».
قال مصدر مطلع «أكسيوس» إنه اتخذ الرئيس القرار بتعيين «كيربي» لإحاطة منتظمة – وهذه غرفة الإحاطة الخاصة بالرئيس، وليست لأي شخص آخر.
أعربت «جان بيير» أيضًا عن إحباطها لأنها لم تكن تتمتع بسلطة اتخاذ القرار بشأن موعد انضمام «كيربي» إلى الإحاطة. وكانت السكرتيرة الصحفية قد تحدثت في وقت سابق إلى «زينتس»، وقالت إنها يجب أن تقرر متى ينضم إليها «كيربي».
أرجأ «زينتس» الأمر في السابق لكن «جان بيير» كانت أكثر حزمًا مؤخرًا، وفقًا لما قاله شخصان مطلعان على الأمر لموقع «أكسيوس». وأضاف أحد الأشخاص المطلعين على الأمر: كان من المخطط دائمًا أن يقوم «كيربي» بإجراء عدد أقل من الإحاطات الإعلامية مع اقتراب موعد الانتخابات.
علق البيت الأبيض على الأمر قائلًا إن «جان بيير» و«كيربي» متمسكان بتصريحاتهما لصحيفة «نيويورك تايمز» في فبراير الماضي والتي أشاد كل منهما فيها بالآخر.. ورفض كلاهما التعليق أكثر من ذلك.
أعرب «كيربي» أيضًا عن استيائه من تدخل «جان بيير» في غرفة الإحاطة، بما في ذلك إصرارها على اختيار المراسلين الذين سيوجهون إليه الأسئلة بدلًا من تركه يتخذ القرار. وبينما تزايدت التوترات بين الجانبين في وقت مبكر من هذا العام، أخبر «كيربي» «زينتس» أنه يشعر بالإحباط وأعرب عن شكوكه في إمكانية استدامة هذا الترتيب، حسبما قال شخصان مطلعان على المحادثة لموقع «أكسيوس».
رد البيت الأبيض بترقية «كيربي» إلى منصب مساعد للرئيس، وقال للصحفيين في فبراير الماضي إن «كيربي» سيحصل على فريقه الصغير الخاص به.
رغم أنه تم إبعاد «كيربي» من غرفة المؤتمرات الصحفية لكنه واصل إجراء اجتماعاته الافتراضية التي تركز على السياسة الخارجية، وتمثيل الإدارة في البرامج الإخبارية التلفزيونية.
أبلغ البيت الأبيض صحيفة «نيويورك تايمز» في فبراير الماضي، أن دور «كيربي» على المنصة سوف يتضاءل مع انحسار أزمة الشرق الأوسط. لكن هذا الصراع أصبح أكثر حدة، وتسبب غياب «كيربي» في إحباط العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في البيت الأبيض الذين يعتقدون أن وجوده على المنصة سيكون مفيدًا خلال هذا الوقت العصيب بالنسبة الشؤون الخارجية. وسبق لـ«كيربي» شغل منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية وكان مرتين السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع.