شهدت ولاية فلوريدا، يوم الأربعاء الماضي، ظاهرة مثيرة للاهتمام حيث تلونت السماء بالأرجواني قبل وصول الإعصار “ميلتون”.
وصف السكان المحليون هذا المشهد بأنه “ساحر” و”مقلق”، حيث تم التقاط الصور له قبل لحظات من وصول العاصفة. فقد شوهدت هذه الظاهرة في مناطق متعددة من الولاية، بما في ذلك “بالم بيتش” و”فورت مايرز”.
على الرغم من أن هذا المشهد قد يبدو غير عادي، إلا أنه ينجم عن تفاعل طبيعي يحدث في الغلاف الجوي. عندما تتواجد ظروف جوية معينة، يظهر اللون الأرجواني في السماء، عادةً قبل الأعاصير.
يوضح عالم الأرصاد الجوية، بريت روسيو، أن هذا اللون يحدث نتيجة لعملية تُعرف باسم تشتت Rayleigh، حيث تتفاعل جسيمات الضوء مع الجسيمات الصغيرة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تشتت الأطوال الموجية القصيرة مثل الأزرق والأرجواني بشكل أكبر. ومع اقتراب الليل، يتغير تشتت الضوء مع زيادة بخار الماء في الغلاف الجوي.
الأثر المدمر للإعصار “ميلتون”
ضرب إعصار “ميلتون” فلوريدا في 9 أكتوبر 2024، حيث وصل إلى اليابسة كعاصفة من الفئة الثالثة. تسبب الإعصار في أضرار واسعة، مع انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وارتفاع عدد الضحايا بسبب الأعاصير المصاحبة.
وفي سياق ذلك، أكدت مقاطعة سانت لوسي على الساحل الشرقي مقتل أربعة أشخاص نتيجة لزوابع العاصفة.
التأثيرات البيئية والاجتماعية
شهدت فلوريدا خلال الإعصار رياحًا قوية أدت إلى اقتلاع أشجار وتحطيم سقف ملعب “تروبيكانا فيلد” للبيسبول.
كما خرجت فرق الطوارئ في قوارب لإنقاذ السكان العالقين في منازلهم بسبب الفيضانات. إلى جانب ذلك، تم إغلاق متنزهات ديزني الشهيرة وتوقف حركة الملاحة في مطاري تامبا وساراسوتا.
تعتبر هذه الظاهرة جزءًا من التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وقد حذرت السلطات من إمكانية حدوث أعاصير أخرى في المستقبل.
حيث أكدت دايان كريسويل، مديرة الوكالة الفدرالية للاستجابة للكوارث، أن “ميلتون سيكون عاصفة قاتلة وكارثية”، مشددة على ضرورة استعداد السكان لمواجهة أي طارئ محتمل.
