زيارة عقيلة صالح إلى «واشنطن» لتعزيز الحوار حول الأزمة الليبية
استقبل جون باس، القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، برفقة مسؤولين أمريكيين، عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، لمناقشة تسوية الأزمة الليبية وتفعيل العملية السياسية.
خلال اللقاء، تم مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالتسوية الشاملة للأزمة السياسية في ليبيا وسبل تفعيل العملية السياسية.
قدم عقيلة صالح شرحًا مفصلًا عن تطورات الأزمة الليبية، مقترحًا مجموعة من الحلول التي تحتاج إلى دعم ومساندة من المجتمع الدولي لتنفيذها.
شدد عقيلة صالح على أهمية تحقيق إرادة الشعب الليبي من خلال تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت، بهدف إنهاء الانقسام السياسي والمؤسساتي في البلاد.
صرّح محمد امطيريد، المحلل السياسي، بأن زيارة عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إلى الولايات المتحدة جاءت في أعقاب سلسلة زيارات قام بها ريتشارد نورلاند، المبعوث الأمريكي الخاص، إلى شرق ليبيا ولقائه بشخصيات بارزة، على رأسها رئيس مجلس النواب.
أشار «امطيريد» في تصريحه لـ«سبوتنيك» إلى أن هذه الزيارات قد تكون جزءًا من الجهود لتعزيز الشراكات بين الشرق الليبي و«واشنطن»، حيث سبق زيارة «صالح» زيارة أخرى لـ القاسم حفتر، رئيس صندوق الإعمار.
يشير هذا التطور إلى أن الولايات المتحدة بدأت في تغيير سياستها تجاه القوى الفاعلة في ليبيا، وفتحت قنوات جديدة للتعاون مع الجهات التي تسيطر على أكثر من 70 في المئة من الأراضي الليبية، وهي البرلمان الليبي والقيادة العامة للجيش.
أضاف «امطيريد» أن هذه التحركات تؤكد صلابة السياسة التي انتهجتها السلطات الحاكمة في الشرق الليبي على مدى السنوات الماضية، وسعيها لتعزيز العلاقات الدولية.
أوضح «امطيريد» أن هذا التوجه يظهر أن الدول الكبرى تبحث عن القوى الفاعلة على الأرض التي تمكنت من خلق بيئة اقتصادية وسياسية متوازنة، مما يعزز فرص بناء علاقات دولية جديدة ويمثل نجاحًا كبيرًا للشرق الليبي.
توقع «امطيريد» أن يكون لهذا التقارب تأثير سياسي، وقد يسهم في تحريك الملفات العالقة، لا سيما في ظل الوضع غير المستقر في ليبيا بسبب فشل حكومة الوحدة الوطنية في الوفاء بالالتزامات الموكلة إليها.
أشار «امطيريد» إلى أن الولايات المتحدة قد تسعى لمناقشة آفاق جديدة للتعاون مع عقيلة «صالح»، خصوصًا بعد أن بدأت «واشنطن» في تعزيز علاقاتها مع السلطات في شرق ليبيا، ما قد يفتح فرصًا اقتصادية جديدة.
اعتبر «امطيريد» أن زيارة «صالح» تعد خطوة مهمة في إطار تغيير التوازنات السياسية في ليبيا، وأنها قد تسهم في إخراج البلاد من الأزمات التي تمر بها، خصوصًا بعد تراجع الثقة الدولية في السلطات القائمة في «طرابلس».
يرى حسام الدين العبدلي، المحلل السياسي، أن الولايات المتحدة قد كثفت في الآونة الأخيرة زياراتها إلى السلطات الليبية في شرق البلاد، وكان من أبرز تلك الزيارات، لقاءات جيرمي برنت، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، مع بالقاسم حفتر، رئيس صندوق التنمية والإعمار. من المتوقع أن تثمر هذه الاجتماعات عن تعاون وشراكة في مجالي الإعمار والاستثمار.
أضاف «العبدلي» في تصريح خاص لـ«سبوتنيك» أن زيارة «صالح» إلى الولايات المتحدة تأتي في إطار تعزيز هذه اللقاءات الليبية الأمريكية، ومن المرجح أن تتناول الزيارة ملفات مثل الإعمار، الاستثمار، والشراكة الاقتصادية.
أشار «العبدلي» إلى أن «صالح» سيعقد اجتماعات مع أعضاء من «الكونغرس» الأمريكي لتقديم رؤية مجلس النواب حول الوضع السياسي في ليبيا، مشددًا على أن الأمريكيين يسعون للحصول على تطمينات تتجاوز الشراكة الاقتصادية والاستثمار، فهم يطمحون لحماية مصالحهم في ليبيا.
يرى «العبدلي» أنه من غير المرجح أن تتجاوز هذه الشراكات الاقتصادية، حيث إن الولايات المتحدة ليست اللاعب الأكثر تأثيرًا في الساحة الليبية نظرًا لوجود أطراف دولية أخرى، بالإضافة إلى انشغال «واشنطن» بصراعات أخرى في الشرق الأوسط.
أشار «العبدلي» إلى أن «واشنطن» حاولت سابقًا تشكيل قوة عسكرية من المجموعات المسلحة في غرب ليبيا بدعم أمريكي وأوروبي، لكنها فشلت بسبب رفض القوات في الغرب الانخراط في صراعات داخلية. ويعتقد أن توجه «واشنطن» الآن نحو السلطات في الشرق يهدف إلى إيجاد موطئ قدم جديد لها في ليبيا.
قال «العبدلي» إن الولايات المتحدة قد تنجح في إبرام شراكات اقتصادية أو سياسية، لكنها لن تحقق نجاحًا في أي شراكة عسكرية سواء في الشرق أو الغرب، وذلك بسبب فقدان الثقة في «واشنطن» نتيجة تجارب الليبيين معها في السنوات الماضية.